المقالات

رصاصة القلم..


كوثر العزاوي||

 

للكلمة صدى وتأثير في عالم الدفاع عن الحق والانسانية عندما تُطلِقها فوّهة القلم، كما الرصاص من فوهات البنادق في سوح القتال، له أزيزٌ يُصيب الهدف بمقدار مهارةِ حامله -القلم- المُنطَلِقْ من عمق النية والإيمان الموسوم بالإخلاص بالدفاع عن الحُرُمات والمقدّسات، وتبيين الحقّ من الباطل عِبر الشواهد والبراهين، وماذلك إلّا عظيمُ جهادٍ لايقلّ أهمية وخطورة وتأثير ، وما مصطلح "جهاد التبيين" الذي أطلقَه سماحة الإمام الخامنئي

"أدام الله ظلّه وتوفيقه" مؤخَّرًا  إّلا حافزا ودافعًا للكلمة الحرّة الملتزمة لتنطلق في ساحة الجهاد الثقافي والاجتماعي صادقة صادعة بالحق ، ومن هنا كان للمرأة قرارها في الإستجابة بتفعيل كلمتها بقلم الولاء مستذِكرة القدوة" فاطمة الزهراء والأسوة زينب "سلام الله عليهما" إذ أنّهما بوقفتِهِما يومئذٍ في مجالس الجبابرة، كُلٌّ في وقفة زمانية "تبيِينيةٍ" لذات الهدف الإلهي  بالدفاع عن الحق وإمام زمانهما، إذ لم تسمح الزهراء وابنتها للعدوّ أن يروي كما يحب، ويزيّف الحقائق كما يشاء، ويحرّف الكَلِم عن مواضعه كما يحلو له، ويصوّرُ الأحداث لعوام الناس حسب الهوى ومايَخدم حُكمهُ ويُزيّن عرشه! فجاء معنى"التّبيين" منذ يوم التصدّي لتحريفِ ماصدرَ من مقرّرات يوم السقيفة، وما ورد من إِعلامٍ مضلّلٍ يوم الطف، فكان للكلمة الفاطمية والزينبية صدًى يَخرِقُ حُجبَ الدهر باقيًا جيلًا بعد جيل، بعناوين الحقيقة الناصعةِ  لازورًا ولا تزييف ولاتضليل عبر أثير الخطبة الفدكية تارة والخطبة الزينبية في الكوفة والشام تارة اخرى! 

ومن هذا المنطلق ، لابد من السعي لتحقيق الهدف الإلهي من(مقولة جهاد التبيين) الذي يتحقّق بالمرابطة في الميادين المختلفة والوقوف عند الساتر الثقافي في مواجهة سلاح العدو ومايسمّى بالحرب الناعمة المدمّرة لأهدافنا ومبادئنا وحصوننا ومقدساتنا. 

وستبقى الكلمات شاهدة على عصور الظلام والقمع والاستبداد ودمار الإنسانية مابقيَ الدهر ، كما يبقى القلم سلاحًا لايقلّ تأثيرا وقوة عن الرصاص لأنه سلاح الغيارى على الدين والحق، وبريد حبٍّ لدعاة الإنسانية،  ورسالة سلام تلفتُ بصائرَ الغافلين إلى تكاليفهم الشرعية، وتَعريفهم أدوارهم الإنسانية للنهوض بوجهِ المعتدين والحيلولة دون انتهاك حُرُماتنا ومقدساتنا

وكلٌّ قد علِمَ تكليفَه، رجل أو امرأة على حدٍّ سواء.

(..فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ  بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ..)آل عمران ١٩٥

 

٢٦-رجب الأصب١٤٤٣هج 

٢٨-٢-٢٠٢٢م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك