المقالات

لنحيا بهدوء..!


  حسن عبد الهادي العگيلي ||   يصنف علماء الحيوان  الدب الاسود أنه الرقم واحد في الأنانية وأنه مستعد لخوض معركة خيارات الموت والإعاقة فيها  ممكنة جدا اذا ما تجرأ حيوان آخر على مشاركته طعامه وان كان من فصيلته . المهم في هذه المعلومة أن العلماء المختصون في دراسة  سلوكيات عالم الحيوان اكتشفوا أن "النمس وهو حيوان صغير  بحجم السنجاب يحمي نفسه من خلال فرز رائحة كريهة من جسده وبالتحديد من منطقة الظهر" . هذا النمس هو الحيوان الوحيد الذي يشارك الدب الاسود طعامه  مع قدرة الدب وبضربة واحدة من مخلبه القوي أن يحول النمس إلى شئ اخر !! غير كونه نمسا حيا . لكن الدب الاسود تعلم الدرس جيدا وعرف بالتجربة أن معاداة النمس تجر عليه من الويلات والأوقات المزعجة الشئ الكثير فمن الأفضل له أن يغض بصره عنه حتى ينهي النمس طعامه الذي لا يتجاوز بضع قضيمات ويهنئ هو بوجبته دون منغصات . ونحن بني البشر كم من نمس يحيط بنا يدخل إلى افراحنا فيحيلها احزانا ويصوب إلينا قواتل كلماته لا لشئ سوى أنه  رأى ابتسامة مرسومة على وجوه يسكن ملامحها النقاء والمحبة فيجن جنونه ويأبى الا ان  يعكر صفوها ويكدر على اصحابها. هذه النوعية من النمس البشري موجودة في كل زمان ومكان ولها أمثلة اجتماعية وسلوكية  وكل منا يعرف منها عينةوربما كانت عينة شخصية لا فقط  مقروء او مسموع عنها ولتلك النماذج من النمس البشري أساليب متطورة وماكرة وهي تتقن سلب الفرح والهدوء عن عباد الله. فأحدهم مثلا اذا شاهد لوحة جميلة بدلا من أن يضيف إليها مايزيدها جمالا أو  يقدم الاطراء لراسمها ويعجب بتناسق الوانها أو على أقل تقدير يحاول فقط أن  يكفي اللوحة شره . نراه يمسك قلما ويعيث فيها فسادا وتخريبا.. لأنه وبوضوح تام تزعجه الاشياء الجميلة وتضج مضجعه . هذه النوعية الرديئة والخطيرة من بني البشر لابد من تشخيصها والاحتراس العالي منها وتعزيز فهم  المعايير الحقيقية لشروط اختيار الصديق والشريك في كل جزئيات الحياة التي نحتاج فيها إلى ثنائية الشراكة والمعية. وملأ ارواحنا بالحب والخير والثقة بالله ، فظلمة البغض ورفض الآخر وتشويه الجمال الإنساني بكل عناوينه وإن بدت تلك العتمة حالكة فنور حب الخير  واستشعار ضرورة الكرامة الإنسانية كفيل بتحصين قلوبنا من متاهاتها اللامتناهية واعادتنا إلى الوضع الطبيعي للحياة السليمة التي لابد أن نحياها. وان نفهم جيدا أن هؤلاء الذين يريدون سلب الأمل  وانتزاع الحب من قلوبنا لا يستحقون ثانية من وقتنا في التفكير بهم أو الاصغاء إليهم .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك