المقالات

حاكم يطلق النار على نفسه


 

محمد كاظم خضير ||

 

الحق بالتظاهر هو حق من حقوق الإنسان وتحتوي العديد من المواثيق الدولية على صياغة واضحة للحق في الاحتجاج، فمنذ عام 1950 ضمنت الاتفاقيات الدولية حق المتظاهرين بالتعبير عن أنفسهم إلا أن هذا الحق هو نسبي ويبقى ضمن إطار الحرية في كل بلد على حده وبالعادة انّ السلطة هي التي تجابه المتظاهرين بوسائل متعددة تصل في بعض الأحيان الى العنف وإطلاق النار وهذا يكون في حالات نادرة ومحدودة ولا يمكن لأي حكومة في العالم ما عدا (قطعان الصهيونية) ممارسة العنف مع المتظاهرين بدون غطاء دولي لها.

وكمائن الغدر في بغداد لم تمثل  السلطة أو جزء منها إنما بفعل عصابة قتل تنتمي للإقصاء والعنصرية مدعومة من سفارات غربية وعربية ونفذت الأوامر دون أي حساب لموازين القوة أو السلم الأهلي، ففي لحظة طيش سياسي قرر الحاكم أن ينفذ جريمة في وضح النهار، وأرسل القناصين ليقتلوا بدم بارد أبناء وطنهم بتنسيق واضح مع المشغلين وغطاء إعلامي وسياسي برر هذه الجريمة، وكأنّ الذين قضوا في الجريمة هم قوة معتدية.

على المقلب الآخر أستطاع أولياء الدم وهم الأحق به ولن يلاموا على أيّ ردّ فعل، استطاعوا ضبط النفس وإبقاء التفويض للقيادة التي يثقون بها لتتخذ التدابير اللازمة لملاحقة القتلة ومنع حرب أهلية خيّم شبحها على بغداد .

لكن اليوم مختلف لأنّ ثقافة الوطن والمواطنة أصبحت هي نقطة الاتصال بين جميع العراقيين وتشكل أكثرية ساحقة أمام أقلية تسعى لخدمة السفارات وتجريد العراق من هويته القومية والعربية.

لقد خسر الحاكم هذه الجولة كما كلّ ما سبقها رغم أنّ بعض مغرّديه على مواقع التواصل الاجتماعي يحتفلون بالنصر الفارغ، لأنهم استطاعوا قتل مدنيين غدراً.

جريمة الخضراء هي مسمار في نعش الحاكم ، فهذه الجريمة أعادت الى الذاكرة كل الجرائم السابقة وأكدت أن العميل لا يمكن أن يصبح وطنياً حتى لو حصل على اي منصب في مرحلة الفوضى السياسية، وأكدت هذه الجريمة دور السفارات المشبوه في العراق وخصوصاً بعض العربية منها التي تموّل الجماعات

ما نراه اليوم هو الدفع باتجاه وضع سلاح الحشد الشعبي على الطاولة والمساواة بين القاتل والمقاوم، فمن يريد العودة الى رئاسة الوزراء وبغطاء من الأميركي  يسعى ويتركز على محاولات النيل من سلاح الحشد الشعبي .

الحاكم أطلق النار على نفس، والهدف تمييع المطالبه بإعادة الفرز والعدد في الانتخابات  .

أحداث تعيد نفسها وتتكرّر في كلّ جريمة كبرى، والهدف جرّ جمهور الحشد الشعبي الى اقتال مع الحكومة وإبعاده عن تزوير الانتخابات وقضيه انسحاب القوات الاجنبية من العراق وجعل الامريكان في أمان!

معركة مستمرة لن تنتهي بسهولة ولكنها لن تكون في صالح الحاكم مهما كان الاتجاه في العقاب، اليوم لدينا أدلة دامغة على المتورطين في قتل المتظاهرين، وفي المقابل لن يكون لدى الطرف الآخر أيّ نية للتنازل عن دماء الشهداء والتفريط بها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك