المقالات

شمحصلين ؟!

1917 2021-10-25

 

باقر الجبوري ||

 

هذولة احزابنة ما تگلي شمحصلين منهم !

بهذا المنطق وهذه الكلمات وغيرها من كلمات التسخيف والازدراء التي كنا نسمعها منذ سنوات طويلة ضد الحكومات والأحزاب الشيعية الاسلامية (حصرا) والتي استقاها البعض من جهلة المجتمع من الماكنة الاعلامية التي لا تكل ولا تمل لاعداء المذهب خاصة والعراق بشكل عام تجاه حكومات سميت جهلا وتعسفا بانها حكومات الشيعة الاسلاميين !

للاسف فقد كنا نعتقد انها ظاهرة عابرة ولا تشكل نسبة في المجتمع الذي عاش عصر التغير نحوا الديمقراطية من النظام الطاغوتي الدكتاتوري الصدامي الى النظام التحرري (الغير منضبط) الجديد !

ولكن للأسف فالظاهرة اصبحت اليوم حالة مستعصية ومتجذرة في المجتمع نسمعها في كل مكان حتى وصل الامر لجعلها شماعة لتبرير اخطاء المجتمع نفسه !

وليس فقط بسبب ما ذكرناه سابقا عن ضخامة الاعلام الموجه بالضد من الحكومات الشيعية السابقة بل المشكلة الاكبر هي في ذاكرة المجتمع الخاوية والتي اصطلح عليها مؤخرا عنوان (الذكرة الاسفنجية) ( التي تسمن بسرعة وتستفذ بسرعة)

ولذا فقد ارتأينا هنا الرد على تلك المسألة وان نستعيد بذاكرتنا بعض ما تحقق من انجازات أجبرنا الاعلام الاسود على نسيانها وهي بالحقيقة تحسب لصالح الحكومات الشيعية السابقة حتى مع القول بفساد اغلبها فلسنا في مقام الدفاع عنها والقاعدة تقول ان (الجزئية لا تفسد الكلية)!!

وهنا نتذكر ونستذكر معكم بعض ملامح التغيير التي نسيها المجتمع واصبح يتكلم بلغة الشارع (احنة شمحصلين من الاحزاب وشمحصلين من الحكومة)

لا حبيبي انتوا محصلين !

اولا . نعم حبيبي انتو محصلين فبالأمس وفي زمن الطاغية كانت رواتب الموظف لا تكفيه لتجاوز منتصف الشهر وأتذكر ان والدي المتقاعد الذي كان قد خدم الحكومة العراقية لاكثر من ثلاثين عام كان حينما يستلم راتبه التقاعدي فانه يطلب منا مبلغ ( 500 ) دينار حتى يتمكن من شراء ( 2 گلوص چگاير ) وبعد السقوط فقد اصبح راتبه ( خير من الله ) ولا توجد نسبة بينه وبين ما كان يستلمه قبل السقوط !

ومع كل ما مرت به حكومات المتأسلمين السابقة من ضغوط وازمات اقتصادية وعلى فسادها الا انها لم تقم ايقاف رواتب الموضفين او الاستقطاع منهم بل كانت الرواتب بازدياد مستمر وهذا ما لم يحصل في زمن الحكومة الامريكية الغير اسلامية !!

ثانيا . من منا لم يشاهد بام عينيه ما قامت به الحكومات المتاسلمة السابقة من بناء للكثير من المشاريع الخدمية كالجسور والطرق وتعمير الكثير من المناطق.

ولا ادري فهل نسينا ان تلك الحكومات قد استلمت العراق من المحتل الامريكي وهو عبارة عن خرابة وبدون اي مقر لوزارة او دائرة حكومية او مؤسسات خدمية كالماء والكهرباء والنفط وغيرها !

ولكننا والحمد لله نمتلك ذاكرة البزازين ( يدورن العمه لأهلهم ) فلا نتذكر ذلك !!

وهنا وللذكرى اتكلم عن جسر ديالى الجديد في جنوب بغداد والذي تم اعماره لثلاث مرات بعد استهدافه اولا من الطيران الامريكي اثناء الغزو الامريكي ثم وبعد اعماره تم استهدافه مرتين من قبل الدواحش وقبلها من تنظيم القاعدة وهذا حال الكثير من الجسور حول بغداد وبعض المحافظات مثل البصرة والناصرية ! ولكن للأسف لا يرون او لا يتذكرون ذلك !!!

ثالثا . من الغريب ان ننسى وبهذه السرعة ان الحكومات المتاسلمة ( الفاسدة ) السابقة التي نتكلم عنها قد اقرت قوانيين تخدم شرائح الفقراء والمعدمين في المجتمع وقامت بتقديمها للبرلمان مثل قانون الرعاية الاجتماعية الذي لا يوجد له مثيل في الكثير من البلدان التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان والان يوجد اكثر من مليون مستفيد من هذه الرواتب ليشمل المطلقات والارامل والايتام والعاطلين عن العمل والمعاقين مضافا الى ذلك اضافة راتب للمعينين للمعاق وليس للمعاق وحده !

ومع ذلك فنرى جماعتنا يغضون الطرف عنها مع انها حالات شاخصة أمام ابصارهم ثم يتصارخون ( احنة شمحصلين منهم ) !!

رابعا . اوهنا استذكر موضوع اخر قد لايختلف عليه اثنان من العقلاء وهو ان الحكومات المتاسلمة ( الفاسدة ) السابقة قد مكنت الموظف من زيادة دخله من خلال الرواتب العالية وتوظيف ملايين من الموظفين حتى فوق طاقة الدولة وهو ما اتخذه البعض كذريعة لانتقاد تلك الحكومات بحجة ( البطالة المقنعة ) فزادت الوظائف وزادت الرواتب وبالإمكان ان نتأكد من ذلك من خلال تتبع بناء واعمار مناطق الجديدة خارج التخطيط السكاني للمحافظات واستحداث مناطق جديدة !!

لكن مجتمع جماعة ( شمحصلين ) لايرون هذا !

واستذكر هنا نكتة حصلت لي ولمجموعة من الاصدقاء كنا مدعووين قبل ايام عند احد الاصدقاء في منطقة سكنية مستحدثة وجديدة في احد احياء بغداد !

ووبعد العشاء (الدسم) دار الحديث الذي نحن بصدده الان وعن ماهية الخدمات التي قدمتها الحكومات للشعب فقال احد الجالسين (شلون ننتخبهم واحنة كلشي ما شايفين منهم).

فبادر احد الاخوة للاجابة عن السوال فعرض مثال بسيط عن التغير الحاصل بين الفترة السابقة والفترة الحالية التي نعيشها فقال (لقد احتجنا لأكثر من ربع ساعة حتى نستطيع ان نجد مكانا لنركن فيه سيارتنا بين السيارات المركونة بشارعكم وانت تسالني شمحصلين من الحكومات الاسلامية جماعتنا).

ثم عاد السيد فسال الاخ السائل الذي من جماعة ( شمحصلين) عن عدد السيارات التي كانت تقف في شارعهم ( دربونتهم) قبل سقوط الصنم فقال لا تزيد على سيارتين !!

عجيب !!

والأعجب اننا نتكلم هنا عن واقع منطقة فقيرة وليس مناطق كبيرة ومعروفة كالمنصور او اليرموك !

وبالإمكان هنا ملاحظة الفرق في الدخل المالي للفرد من خلال عدد السيارات في المنطقة او بناء المناطق الجديدة التي تم اعمارها في المحافظات وهي نتيجة وجود تلك الحكومات الفاسدة الاسلامية الشيعي التي يقال انها لم تقدم شيئا لأبناء جلدتها !

( هذا الكلام صحيح لو غلط يا حبيبي )

لا طبعا لان عيون جماعتنا ( المطفية ) لاترى ذلك !!

خامسا . وهذا تسائل مشروع وهو الفرق في سعر صرف الدولار بين زمان الحكومات الاسلامية الفاسدة وبين ما هو عليه الان في زمن املاءات وايحاءات امريكية فهل كان سعر الدولار في زمن الفاسدين من الحكومات المتاسلمة السابقة افضل ام الان!!

وحتى لا اطيل عليكم فاختصر بعض انجازات الحكومات الاسلامية الشيعية الفاسدة التي حكمت العراق قبل حكومة الكاظمي حتى مع اهميتها وحتى مع كونها مختصرة على الاحزاب الشيعية الاسلامية التي نقول عنها (فاسدة) والتي هي بالحقيقة تشكل الاقلية في تشكيل الحكومات السابقة ومن تلك الانجازات !!

سادسا . التصدي لتنظيم مشروع القاعدة الامريكي السعودية ومشروع تنظيم الدولة (الجواحش) والتي كلفت الدولة الكثير من الجهد والوقت الاموال ولازالت والتي استطاعت فيها الاحزاب الشيعية فقط فيها من التصدي لتلك المشاريع ودون مشاركة الاخوان من السنة والاكراد (فالموضوع لايخصهم وهذا في حال انكار انهم كانوا يشكلون جزء كبير من تلك المشاريع الهدامة ضد الدولة العراقية الجديدة) !

سابعا . التصدي للمشروع الامريكي وما يتبعه من مشاريع مستقبلية للهيمنة على الاقتصاد والسياسة وصولا الى التطبيع مع اسرائيل !

ثامنا . التصدري لمشروع الانفصالين الاكراد والسنة

تاسعا . سكوت تلك الحكومات الاسلامية الفاسدة عن الاف المناطق من العشوائيات (الحواسم) لعلمها ان مجتمع تلك المناطق فقير ومعدم بل ان تلك الحكومات كانت تقوم بتعويضهم في حال الاحتياج لتلك الارض لاقامة مشروع او خدمة معينة مع انها بالاصل ارض تابعة للدولة !!

عاشرا . نستذكر هنا انه لولا تلك الاحزاب الشيعة التي نسميها بالاحزاب الفاسدة لما كان هناك قانون خاص بالسجناء السياسين والشهداء من الذين اعدمهم اللانظام السابق وكذلفك اقرار قانون الحشد وغيرها من القوانين المهمة !

نعم وهنالك احد عشر ...

واثنا عشر ...

وثلاثة عشر ...

الخ الخ الخ !!

وبعد وبعد وبعد

ولكن للاسف فجماعة ( شمحصلين ) لايرون ان تلك انجازات ينبغي الوقوف عندها وفي المقابل فهم مستعدون للوقوف مع سياسي فاسد ( ما يشتريهم بفلس ) لمجرد انه بلط شارع او نصب محولة باموال الدولة !

ومع كل هذا فنحن نقول عن الحكومات الشيعية والاحزاب الاسلامية فقط ودون غيرهم من الاحزاب بانهم فاسدين !!

واكرر قولي فلست هنا في موقف الدفاع عن الحكومات ولا عن الاحزاب ولاعن الاشخاص لكنها كلمة حق امام شعب جائر !!

تحياتي ..

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك