المقالات

الزهراء: ما يبكيك يا رسول الله؟!

2295 2021-09-12

  أمل هاني الياسري ||   نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبد/25   بكى رسول الرحمة (صلواته تعالى عليه وعلى آله) فقالوا له: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: إشتقتُ لأحبابي! فقالوا: أولسنا أحبابك؟! فأجابهم:(لا أنتم أصحابي، أما أحبابي فهم قوم يأتون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني، ويقيمون عزاء ولدي الحسين ويخلدون مصيبته)، ومن هناك تظهر إمرأة حورية ترتدي السواد، تستقبل العزاء وتجلس قرب الباب، لتحيي ذكرى إبنها الغريب العطشان، وهي تنادي إبنتها الحوراء: زينب هذا حسين بالعراء، صريع في كربلاء! نعم إنها السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام).  (قلوب الناس معك وأسيافهم عليك)، هذا هو رد الفرزدق، حين سأله الإمام الحسين (عليه السلام) في مسيرته صوب كربلاء، وقد قطع الطريق عليه قائلاً: الى أين يا إبن رسول الله؟ عندها سأله الإمام(عليه السلام): أخبرني عن الناس خلفك؟ والحقيقة أن ما أمر يسعد فاطمة (عليها السلام)، إلا زيارة ولدها الحسين(عليه السلام) في مقدمته، حيث ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام):(ما من نبي إلا وزار كربلاء ووقف عليها: وقال:(إنكِ لبقعة كثيرة الخير فيكِ يدفن السبط الأنور والقمر الأزهر).  السيدة فاطمة الزهراء كان عندها خبر أرض نينوى، وكانت دائمة البكاء على وليدها، خاصة وأنها تدرك جيداً أن الأمة، من بعد المصطفى والمرتضى(عليهما السلام) ستوّلي أمرها مَنْ لا يستحق، وقد إختار البارئ عز وجل كربلاء، لتكون منطلقاً للإباء والمقاومة ورفض الطغيان، مع شعورها بأن رأس عزيزها الحسين (عليه السلام)، سينتج أمة حرة لا تعرف الخنوع، وتلك هي التزكية والتطهير، اللذين منحا لأهل بيت النبوة، ليكونوا بهذا المقدار من العطاء والبذل، حفاظاً على هوية الإسلام الحقيقي.   حروف كربلاء ننطقها بشموخ وكبرياء، وغيرنا يفهمها بخبث ودهاء، والسبب واضح جداً، وهو أن هذه الملحمة تقلب موازين الطغاة، الذين في طغيانهم يعمهون، ويخافون طريق الأحرار المعبد بالدماء، فكيف بنساء الطف وقد قدمنَ دروساً تعجز الرجال عن تقديمها، رغم أن بعضهن لم يحضرنَ الواقعة، وفي مقدمتهنَّ بضعة النبي المختار، أم السبطين البتول(عليها السلام)،وقد أدت دورها لتحيا فيه خالدة الى الأبد، فهي المرأة الأولى التي تعزى بمصرع ولدها، أفيوجد سبب أقوى لبكاء الرسول وبضعته، غير طف كربلاء؟!  الزهراء محور قضية أهل البيت(عليهم السلام)، لأنها إمتداد طبيعي للنبي محمد(صلواته تعالى عليه وعلى آله)، فكيف وقد قال المصطفى في سبطه:(حسين مني وأنا من حسين، أحب الله مَنْ أحب حسيناً)، لذا عاشت السيدة الطاهرة واقعة الطف، بما قبلها وما بعدها، فلقد حضرت عند الرأس الخضيب، والجسد السليب، والخد التريب، فتنعى مصرعه وتنظر وهي بالملأ الأعلى، فنادت: وا محمداه، وا أبتاه، وا نبياه، وا أبا قاسماه، واعلياه، واجعفراه، وحمزتاه، وا حسناه، فما يبكيك بعدُ يا رسول الله؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك