المقالات

تساؤلات ومتاهات..

1788 2021-08-26

 

سعد الزبيدي *||

 

يجلس المؤمنون كأن على رؤوسهم الطير يستمعون لشيخ يتكلم عن أعظم ثورة في تأريخ البشرية ضد الظلم والطغيان.

الشيخ متورد الخدود ناعم البشرة يسكن قصرا ويركب أفخم السيارات ويمتلك ما يمتلك من الأراضي والعقارات بين الحين والآخر يرتفع صوته يطلب من المستضعفين البؤساء  أن يصبروا حتى ينالوا الجنة :- فالجنة كما يقول لهم للفقراء.

أما هو فسوف ينعم بجنته في الحياة الدنيا ويترك لهم الآخرةثم يختم خطبته ومجلسه بالنوح والبكاء على الحسين عليه السلام فتنفجر عيون المساكين بالدموع ثم يرتقي المنبر رادودا فيجعلهم يلطمون صدورهم بينما هو والخطيب يكتفيان بالتفرج أو التمثيل بأنهم يلطمون معهم ينتهي المجلس وكل منهم قبض الثمن من هؤلاء الفقراء الذين طبروا رؤوسهم في العاشر ولا يمتنعون  أن يطبروا  كل يوم وجلهم من أصحاب الأعمال  اليومية ممن يسكنون العشوائيات وغالبيتهم يحلم بستوتة أو سايبة كي يعمل عليها ليسد رمقه وجوع أطفاله ويدفع إيجار البيت الذي يسكنه وأجر صاحب المولدة وشبكة الأنترنت صاحب المجلس  سياسي يريد أن يقنع الآخرين أنه مثلهم يحب الحسين فهو يخدم ويبكي ويلطم ويطبخ لكنه سارق أو تاجر أو موظف كبير مرتش أو  فاسد استثني الشرفاء طبعا الذين يريدون وجه الله تعالى.

كنت في الأردن عندما ارتفع سعر رغيف الخبز وخرجت للشارع وإذا الشارع يغلي ويثور ويجبر الحكومة على التراجع عن قرارها.

اللهم ألعن من رفع سعر صرف الدولار أو سانده أو سكت عنه ومن كان سببا في رفع جميع الأسعار وألعن من منع استيراد المواد الغذائية بحجة دعم المنتج الوطني.

كنت في مكان ما ورجل يبدو عليه الإحباط بادرني بالسؤال :_ البيض بسعر ٧ آلاف في الصيف بعد إن وصل لألفين في الشتاء قبيل منع استيراد البيض كم تتوقع سيكون سعره شتاء؟!

الطماطة والخيار بألف ونصف ونحن في عز الصيف.

التفاح اختفى وتم دفع مليارات حتى يمنع استيراد المواد الغذائية من منافذ الوسط والجنوب ويسمح باستيرادها من كردستان هذا يعني أن لا عودة في أسعار الطماطة والخيار عمود مائدة العائلة العراقية وكذلك كثير من الفواكه من ياترى يحارب الشعب ويزيد في فقره؟!

اليوم ارتفع سعر الصمون إلى ٦ صمونات بألف دينار في بعض المناطق المترفة من بغداد  هذا يمهد كي تصبح الصمونة ب ٢٥٠ دينارا وهذا سوف يعجل من ارتفاع اسعار كل شيء ابتداء من سعر لفة الفلافل التي يلجأ إليها الفقراء  إلى كل السندويجات وهكذا حاربت حكومة الكاظمي المواطن في لقمة عيشه ورغيف الخبز ماذا سيأكل التلميذ الجائع والعامل الجائع كم ستدفع العائلة شهريا لرغيف الخبز فقط؟!

دعوات لرفع التجاوزات في عموم العراق نحن مع دول قوية توفر بديلا لملايين يعتاشون من بيعهم على الأرصفة أو في اماكن عشوائية.

الفقر مصدر كل رذيلة جهل ومرض ومخدرات وعصابات من الذي قال:- لو كان الفقر رجلا لقتلته؟!

أذهب لمحافظة واسط في الآونة الأخيرة بعد أن أضاعة دائرة بلدية الكوت معاملة الأرضج التي قدمتها منذ ٢٠١٢ المدير اتهمني بالزهايمر وحلف بكل ما يؤمن به أن الدائرة جاءت لهذه البناية عام ٢٠١٤ ونكر تسليمي أية معاملة وتحداني ولما جئت له كل الأدلة التي تثبت صحة كلامي سألته من مصاب بالزهايمر؟!

تحجج بالتعب وكثرة المراجعين لم أطالبه بالاعتذار رجوته أن يعثر على معاملتي لكنه طلب مني نسيان المعاملة وأن أبادر لتقديم معاملة جديدة.

في كل مرة عندما أذهب للكوت أجد سيطرة مرور تسألني عن إجازة السوق وسنوية السيارة فأسأله:-  هل في بيتكم كهرباء هل انت مقتنع بمهمتك في تغريم الناس آلاف الدنانير كي تذهب لميزانية الدولة فيتاقسمها السراق؟!

لا يجيبني ويدعني أذهب وهو يردد :- تبا للسراق واللصوص.

هكذا بكل بساطة تحل الأمور في العراق.

الاربعينية ستصادف في تشرين وسيصادف ذكرى ثورة تشرين من سيثور على هذه الحكومة ولماذا هذا الصمت وكيف خرجت ملايين ضد عادل عبد المهدي عندما أراد أن يخطط لمستقبل العراق؟!

أين اختفى الثوار؟!

كم من صورة تمر بخاطرك يوميا وتقول إلى متى الصمت عن الظلم ؟!


* كاتب ومحلل سياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك