المقالات

لأندبنّكَ صباحًا ومساءً ولأبكينّ عليكَ بدَلَ الدموع دمًا

4875 2021-08-08

 

مازن البعيجي ||

 

مقطوعة لوعةٍ وتمزيق للحشى، وألم من التعبير يفتّ الجوانح، ويصدر من نياط الروح، إنه وصف وتعبير يضعنا في حيرة ودهشة حينما نعرف أن من يقول ذلك هو المهدي المنتظر "عجل الله تعالى فرجه الشريف" أنّى لمثل إمام زماننا الذي يحتجبُ عنا طوال كل هذه السنين يحمل مثل هذه اللوعة والألم اليوميّ الذي ورد في تعابيره الحقيقية، لاندبنك صباحا ومساء،وأبكي عليك بدل الدموع دما!! إذًا كم أثّرَ بك مشهد القتل وكم ترك بصمات الوجع على قلبك مولاي!!  وكم تفهم تلك المأساة على نحو أرّقت ليلك والنهار وسلبت منك الهدوء مع ما أنت فيه من إدارة للكون وصخب المشاكل في هذا العالم الفسيح.

هذه الصورة التي يريد ايصالها لنا وليّ العصر عن كربلاء الحسين،  وهذا الوجود العقائدي المطلوب منا السير فيه وعن بصيرة، قد حدد لنا جوانبها إمامنا المنتظر ورسم ملامح الحزن عليها بمثل ما يتفجّع به ذات قلبه الشريف، ونفس جمرة الحزن التي تكوي له الجوانج وتريق آماقه كل آن.

تصوير لمشهدٍ يجب أن ندور حول فلسفته ونطرق باب متنون كلماته، ونأخذ منه ما أخذه الإمام حتى صار يتوعد الثأر له ويحث الأمة على الاستعداد للأخذ بالثأر ممن يشكلون اليوم معسكر من قتل الحسين بمثل هذه المقتلة العظيمة المقرِّحة للجفون والكاوية للمهج والأرواح وتاركة في فؤاد كل مؤمن سليم الإعتقاد تلك الحرارة التي عبر عنها جده المصطفى "صلى الله عليه وآله وسلم" بقوله:

(إِنَّ لِقَتْلِ وَلدي الْحُسَيْنِ (علیه السلام) حَرَارَةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَبْرُدُ أَبَدا ) مستدرك الوسائل ج١٠ ص٣١٨.

خاصة في موسم محرم ودورة الحزن والثكل والبكاء الذي تنظر وتنتظر له قلوب وأرواح عشاق اهل البيت "عليهم السلام" بنظرة خاصة وشجن خاص ومنه تظفر الأرواح بطهر خاص ونوعِ رعاية خاصة للوقوف على مضامين ذلك الوجع الذي لابد أن نقف مع وليّ العصر المفجوع به.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأرواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكُمْ مِنّى جَميعاً سَلامُ اللهِ أبدا ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهار.ُ

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن نجم
2021-08-09
اجرك الله على هذا الالم..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك