المقالات

صناعة التوحش او الاستبداد !!!


 

د محمد القريشي ||

 

نسمع كثيراً عن مساؤي بعض العادات والاعراف الاجتماعية  وشيوع الفوضى وعدم مبالاة المواطن بنظافة موقع عمله ومدينته ومجاملته للسياسي  الفاسد، على الرغم من تذمره منه  وغير ذلك ..، الكثير يلقي اللوم على المواطن ولكنه يغفل عن حقيقة مفادها : ان  سلوك  المواطن هو احد اهم مُخرجات ادارة  دولته !!!

كل ما نشهده من تخلف في بناء الانسان وفضاءه العام  هو نتاج دولة فاشلة ( ضمنيا فشل صانع القرار فيها)  !!!

نلمس  ذلك في  غياب مفردات ( التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية ) في خطابات النخبة السياسية وحضور مفردات التاريخ والهويات الفرعية والنزاعات الشخصية حول المكاسب   ..!!

دخلت ذات مرة الى  مكتبة عامة  في احدى المدن الفرنسية ووجدت امرأة تقرأ، تاركة طفلها يتجول بين اروقة الممكتبة يقلب الكتب ولا يقرأها يتابعه عامل المكتبة الذي  يعيد الكتب الى أماكنها  ببرود اعصاب مبهر  ... سألت العامل  لماذا لا تطلب من الام ان تمسك ولدها كي تستريح انت ،  فأجاب لأن مهمة ترتيب الكتب  من اهم أعمالي هنا وانه يرى ان  حركة الطفل بين رفوف المكتبة وما تسببه من اضطراب مؤقت  امر طبيعي  و علامة إيجابية تشير الى وجود الطفل في فضاء المكتبة بدلا مِن وجوده بعيداً عنها،  وهناك توصيات من ادارته  بالتسامح مع  الأطفال   !!!

في مقابل ذلك  نرى  شريحة مِن الاطفال  ترتدي ملابس عسكرية في الأعياد  وتلعب  باسلحة بلاستيكية في ألايام  العادية  أو احيانا تلتقط الصور  بصحبة  ذويهم  مع أسلحة حقيقية ، وتحفظ  عن ظهر قلب قصائد "أيديلوجية"  لا تعرف  معانيها وغير ذلك .،

جزء كبير من هذه السلوكيات يعبر عن فشل  الدولة ..،،عمليات منهجية ل  "صنع التوحش"  تترواح مستوياتها بين  (الفوضى العامة بالحياة  واللامبالاة وضياع سلم الاولويات)   كحدود دنيا (والاستبداد أو الجريمة أو الاٍرهاب)  كحدود عليا !!!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك