المقالات

مدينة غاب عنها الشرف، فأعدمت الشرفاء ( شهداء سبايكر)..!

1786 2021-06-13

 

بهاء الخزعلي||

 

مدينة غاب عنها الشرف في الساعة الثانية ظهرا من يوم ١١/٦/٢٠١٤، خيم الظلام على سمائها، صوتا ثائر بالباطل يعلو في ثناياها، يهتف يريد فتكا بالشرف، حينها كان الشرفاء محاصرون في بنايات قاعدة سبايكر، يسمعون صوت المكبرات تطالبهم بالأستسلام، ضجيج ما بعده ضجيج، ينظرون الى خارج مخبأهم يبحثون عن شيوخ العشائر أصحاب العقال، يبحثون عن مفاوض ينجيهم من المجهول.

لم تجد معهم أصوات المكبرات، كان الخوف محيطا بهم، تشاوروا فيما بينهم وكلهم توصلوا الى أن لا حل سوى الدفاع عن أنفسهم، كان أملهم الوحيد المقاومة حتى لاح في الأفق أمل الخديعة، تدخل شيوخ عشائر المدينة التي غاب عنها الشرف، أوهموهم بأنهم مفاوضين شرفاء، يرون بهؤلاء الفتية أبنائهم، فاوضوهم على حياتهم، نضمن لكم السلامة أخرجوا مسالمين، أقنعوهم بالسلام فكان على أرواحهم السلام.

خرج الفتية مطمأنين للمفاوض، لكن الخوف على ملامحهم أهداها الأصفرار، قالوا سلاما، فجاء الرد قاسيا، أصوات ترتفع أرفعوا أيديكم خلف رؤوسكم، كبلوهم (الشرفاء) أنهم روافض.

وما بين ضجيج قفل عربات الشاحنات، وسحب عتلات البنادق، كان الشرفاء يتشاهدون وهم صامتون، لم ينطقوا كلمة الا عندما يسألون، وفي داخلهم يتسائلون بأي ذنب يقتلون، فهم جائوا لهذه المدينة لحماية أهلها، ولم يتوقعوا يوما أن أهلها سيقتلونهم.

نقلوهم بالشاحنات الى منطقة القصور الأجرامية، لم تكن قصورا رئاسية فصدام يرئس الظالمين والعبيد، لن يحسب يوما رئيسا على المظلومين والأحرار، دخلوا بهم في باحت القصر فكانت (الست) كما ينادونها تنتظر على شرفة القصر، نعم أنها رغد صدام حسين وعشيرتها هم من أصدروا حكم الأغتيال بهؤلاء الشباب العزل، وعند بزوغ اول خيوط الفجر من يوم ١٢/٦/٢٠١٤ نفذ حكم الأغتيال بهم، على ضفاف نهر دجلة ليصبغ لونه بدماء طفا جديد.

كانوا شبانا بأعمار الزهور، ينتظرون مستقبلا خططوا له بعد تفوقهم الدراسي، جل ما حلموا به أنهم يطيرون في السماء وينظرون الى الأرض التي خلقوا من ترابها، لكنهم لم يكونوا يعلمون، أنهم سيقتلون ثم يدفنون في الماء !!!!!.

يومها لم تكبر المساجد في تلك المدينة، لأنها مدينة غاب عنها الشرف، لم تدق أجراس الكنائس، لأنها مدينة غاب عنها الضمير، فجائت مشيئة الله، حيث بايعوا أهل تكريت داعش فسلط الله الظالمين على الظالمين، فذاقوا ذلا وعارا وهتكا بأعراضهم.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك