المقالات

الورقة البيضاء«المصخمة»  والوزير الغبي..!


 

سعد جاسم الكعبي ||

 

تعاني فئات كبيرة من ذوي الدخل المحدود او ممن لايملكون اية رواتب او معونات حكومية من تصاعد الدولار بمقابل انخفاض سعر الدينار وبات اغلبهم يشعر بضغط الاسعار على معيشته.

فعندما أتخذ القرار الحكومي بتخفيض سعر الدينار ازاء الدولار

وزير المالية علي علاوي وقتها قال إن "الفئات الهشة (الفقيرة) لن تتأثر بشكل مباشرة على قرار خفض سعر صرف الدينار، فهذا يعتمد على سلّتهم الغذائية، وأن إيجار المنازل، لا يتأثر بهذا القرار، فهي أصول مسعّرة بالدينار العراقي!!.

وأن تلك الفئات ليس لديها وسائل نقل خاصة، وبالتالي فهي لا تتأثر بمسألة بالمواد الأولية. 

وأنه "ستكون هناك اجراءات لدعم مثل تلك الفئات، وتقليل أي آثار محتملة عليهم!.

اليوم بات واضحا ان اجراءات الوزير وتخيلاته وتنظيراته ذهب ادراج الرياح وان الفقير هو من يدفع ثمن الورقة البيضاء " المصخمة" التي قدمتها الوزارة وصادق عليها البرلمان بكتله السياسية المنتفعة منها صارت عبئا على الفقير بهذا البلد ولم تكن عونا له بل سيفا قطع ارزاق الفقراء ووضع نهاية اكيدة للاقتصاد الوطني المترنح بفعل الفساد والنهب الذي تمارسه تلك الكتل.

ترليون دينار قيمة ارباح حققتها مصارف تابعة لتلك الاحزاب جراء ارتفاع سعر الصرف بشكل كبير وسريع ومن دون مقدمات.

ان ارتباط المالية العامة بالدولار النفطي جعلها في مواقف لا تحسد عليها، وذلك بحكم عدم استمرار تدفق الدولار النفطي باستقرار بحكم تذبذب أسعار النفط لأسباب عديدة قد تكون سياسية أو قد تكون مناخية أو قد تكون صحية كما في ظل كووورونا.

من المعروف إن الاقتصاد العراقي اقتصاد نفطي بحكم امتلاكه كميات كبيرة منه واحتلال النفط أهمية كبيرة عالمياً ،حيث يقوم العراق بإنتاج النفط وبيعه للعالم الخارجي مقابل الحصول على الدولار الأمريكي، ونظراً لاعتبار النفط ثروة عامة فكل وارداته تعود لوزارة المالية وتقوم الأخيرة ببيع الدولار للبنك المركزي مقابل الحصول على الدينار العراقي من أجل حقنه في الاقتصاد عبر قناة الإنفاق العام.

إن ارتباط المالية العامة بالدولار النفطي جعلها في مواقف لا تحسد عليها، وذلك بحكم عدم استمرار تدفق الدولار النفطي باستقرار بحكم تذبذب أسعار النفط لأسباب.

ونظراً لضعف الاقتصاد العراقي لاعتماده على النفط بشكل مُفرط أصبحت عملته ضعيفة تستجيب بشكل سريع لأي حدث يحصل ولو إعلامياً وهذا ما حصل بالضبط خلال المدة الراهنة!!

اليوم صار الفقير كالغريق ينتظر انقطاع انفاسه للموت، بفعل تنظيرات وزير احمق واحزاب فاسدة لاهم لها سوى جمع الاموال،وبتنا بوضع شبيه تماما لماحدث بالعراق بدايات الحصار في تسعينيات القرن الماضي ،لكن الفرق اننا كنا ننتظر انقاذنا من نظام شمولي دموي واليوم ننتظر ان نتخلص من نظام ديمقراطي فاسد واحزابه التي تدعي الوطنية والإصلاح وهي تسلخ جلد المواطن بقراراتها الاقتصادية الغبية.

ربما الفترة المقبلة تشهد ثورة تقتلع كل الوجوه الفاسدة بعد ان يكون الفقير قد وصل الى حال لم يعد ينفع معها حتى الارشادات والمواعظ الدينية ذاك ان البطون جائعة وحذاري من ثورة الجياع!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك