المقالات

البصيرة علم وليس كل علم بصيرة..!

1429 2021-06-10

 

مازن البعيجي ||

 

 

كم أرنا التاريخ علماء ذوي ثفنات وفقهاء في وقتهم تقف عندهم الآراء وتأتي اليهم اعناق الرجال تأخذ منهم المشورة والرأي؟! لكنهم في موقف "البصيرة" المحتاج الى ابعد من "العلم الظاهري" الذي قد يكون أتت به ملكة الذكاء ، او سرعة البديهة ، وقوة الحافظة التي تؤهل في مثل عصورنا التي اخترق الأعداء بها حوزاتنا وأماكن مناهل أخذ عقائدنا تحسن فيها اكتساب العلم ، بل والبروز به والتفرد! لكن أن يكون ذا بصيرة فالأمر ليس سهلا ولا متاح للكثير لمتعلق الثاني - البصيرة - على امور معنوية تري الإنسان بعيون اليقين والتوفيق والتسديد الذي هو الآخر معتمد على منح إلهية لا تأتي بها مواد الصنف الاول!

ومن هنا الذين تخلفوا عن الحسين ولم يسعفهم العلم ولا الجباه المشوهة من الصلاة ولا غزارة التسبيح ولا طيات العمائم! مع أن البصيرة العملية التي تمثلت بالحسين عليه السلام هي من تدعوهم وتناديهم وترسم لهم مسار الآخرة! لأنها لم تكن تلك - البصيرة - على حد الإستعداد!

فكم تحصيلها كان صعبا مع وضوح مثل الحسين عليه السلام وكذلك وضوح ما كان يطالب به مثل المختار الثقفي خاصة بعد جلاء الأهداف التي من اجلها عمل يزيد ومعسكر الباطل ما يريد!

وإذا كان ذلك في زمن المعصوم الظاهر والموجود ومثل هذا التردد والتخبط موجود إذا ما حال عصورنا التي يكثر بها التضليل والمؤامرات وخطط الأعداء التي أصبحت اليوم بحاجة الى معصوم يكشفها ويفلترها وينقيها؟! فلا عجب عندما ترى من يحارب إيران مثلا او لا يفهم دورها الآني وما تمثله "دولة الفقيه" على صعيد القيادة إذا كان من يقف ضدها أو من يتفرج او حيادي التعاطي او الذي ينسلخ عنها بحجة او اخرى! هو من اراب العلم الظاهري دون البصيرة النافذة التي تشكل بوصلة تحدد القبلة بدقة في مشتبه المكان!!!

ومن هنا ترى الكثير يضيق صدره عندما يسمع او يرى انحصار النصر على الباطل والشر المطلق أمريكا والاستكبار بيد "دولة الفقيه" الراعي المهدوي والممهد العملي لفقدهم عاملها - البصيرة - الدقي الذي يؤهلنا في كل زمان أن نكون أحرارا بالفكر خاصة مع طوارئ ما تعج به ظروف وقتنا المتسارع احداثا ومواقفا .

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك