المقالات

إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ..وأنه بأسم المقاومين الشرفاء

1497 2021-05-22

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

أن التحول الكبير في أسلوب الردع الفلسطيني ،أنما جاء بعد سنوات من الجد والأجتهاد بتطوير أسلوب المقاوم الفلسطيني ، وبنائه بناءاً عقائدياً بعيداً عن القومية العربية التي خذلته لسنوات طوال . عملية تحويل الأنتماء من العروبي الى الأسلامي ، جعلت منه منتج على مستوى التصنيع الحربي ، ومنتج على مستوى التصحيح العروبي .

لذلك تعتبر فرحة الفلسطينيين خصوصاً ، والمسلمين عموماً بهذا الأنجاز الكبير الذي تحقق على أيدي المقاومين الفلسطينين ، بسبب التحول الكبير بقناعة أسلامية القدس ، بعيداً عن عروبيتها ، وأنتهاج أسلوب المقاوم العابر للقومية التي لم تعيرها أدنى أهتمام على مدى أكثر من ٣٠ عاماً ، رغم الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية الفلسطينية .

الأنتصار الكبير والمدوي على الكيان الصهيوني ، فضح أدعاء الرؤساء العرب الذين طالما تبجحوا بدعم القضية الفلسطينية وأعتبارها قضيتهم المركزية ، وهم في أعلى درجات الكذب . لقد أختفى الخطاب الرسمي العربي ، كون المقاوم الرافض للأحتلال كشف عوراتهم ، وسلوكهم الزائف بالتعاطي مع القضية الفلسطينية .

لقد كشفت هذه المعركة صدق محور المقاومة الممتد  من مأرب ، مروراً بالعراق وبلاد الشام وحتى الجنوب اللبناني . بل بعثت هذه المعركة رسالة واضحة الى العالم أجمع مفادها ، أن محور المقاومة بات اليوم رقماً صعباً في المعادلة الدولية ، ولايمكن بأي حال من الأحوال عبوره أو تهميشه . عندما صمت العالم بأسره على جرائم الصهاينة ، نطقت أيران بما لم ينطق به المارقين والمرجفين . لقد تبنت الجمهورية الأسلامية الأيرانية ، بكل فخر دعمها المادي والمعنوي للمقاومة الفلسطينية ، وزادت على ذلك بتبنيها عملية تدريب الكفاءات الفلسطينية على كيفية صناعة السلاح . وهذا من ثوابت الجمهورية الأسلامية ، والتي يعلم صدقيتها القاصي والداني ، وثباتها على دعم محور المقاومة بالمطلق وليس في فلسطين فقط . نعتقد أعتقاداً جازماً ، أن التحول الكبير في موازنة الرعب ، قد فرض على الجانب الصهيوني أيقاف أطلاق النار من دون قيد أو شرط . فضلاً عن ذلك ، أن الجهوزية التامة لأبناء المقاومة في العراق وأيران ولبنان وسوريا ، وأستعدادها التام للألتحام مع المحور الفلسطيني في مواجهة المحتل الغاصب ، أضاف ضغطاً كبير في قبول وقف أطلاق النار .

ربما ستتعرض الأنجازات التأريخية الى بعض المؤامرات من قبل المتخاذلين الذي باعوا أنفسهم الى الشيطان الأكبر ، لكن القدرات الفلسطينية الهائلة ستقوض تلك المؤامرات ، ما دامت متمسكة بثوابتها العقائدية وألتزامها الثابت بمحور المقاومة الأسلامية العالمية ، والذي بدأت ملامحه تظهر الى الواقع بفضل حكمة ورصانة قادة المحور الكبير .

اليوم أثبت محور المقاومة ، أن دماء الشهيدين الكبيرين سليماني والمهندس ، هي من أوصلت القضية الفلسطينية الى هذا المستوى القتالي العالي ، والذي ذهبت دماء الشهداء القادة قربان للمحور الذي أرغم الغاصب الصهيوني على الخضوع أمام صلابة المحور المقاوم.

دماء الشهداء تنتصر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك