المقالات

على عناد الكل !!

1362 2021-05-12

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

منذ عام ٢٠٠٣ عام الأحتلال الأمريكي ، وسقوط صنم العراق الأكبر ، والمقاومة العراقية تنوعت مسمياتها ، لكن الهدف واحد . جلاء المحتل الأمريكي والبريطاني ، وأقامة دولة تحكمها الفئة الصالحة من الشعب العراقي . هو العنوان الأبرز لجميع أدبيات وستراتيجيات المقاوم العراقي الذي أرتقى بسمو عالٍ ورسم خارطة تحرير العراق وفق متبنياته الأيدلوجية.

لكن هذا لم يرق للقوات الغازية ، وحاولت أستمالة بعض هذه الفصائل المقاومة ونجحت في ذلك بنسبة معينه . لكن المسارات الوطنية ، وصَناعها بقيت عصية على المحتل الأمريكي وخصوصاً تلك المقاومة التي جعلت الأسلام محورها الحركي للصراع مع  الأمريكيين .

قبل أيام  ظهر السيد رئيس الوزراء  مصطفى الكاظمي في لقاء متلفز مع مجموعة من أعلامي القنوات الفضائية ، وقال بالحرف الواحد ، أن السيد مقتدى الصدر سيد المقاومة ( على عناد الكل ) . علماً أننا  نعرف من هم الكل الذي يقصده السيد رئيس الوزراء .

نحن كمتابعين للشأن السياسي العراقي ، نقول نعم أن السيد مقتدى الصدر ، كان مقاوماً ، وقد أوجع المحتل الأمريكي في فترة صراعه معهم أيام حرب النجف الأشرف وغيرها من المدن العراقية التي كانت على موعد للمواجهه مع المحتل .

لكن أن يهمش دور الفصائل المقاومة الأخرى التي أذلت الجيش الأمريكي ، وتوسلت بقادة النصر من أجل فتح ممرات آمنه لها للخروج من العراق عام ٢٠١١ ، فيه تجني و أجحاف كبير .

فما الذي يريده السيد رئيس الحكومة بهذا التصريح الرنان ؟ وفي هذا التوقيت تحديداً ؟ ، والعراق يعد العدة لأجراء أول أنتخابات برلمانية وفق القانون الأنتخابي الجديد ؟ قطعاً هناك هدف لهذا التصريح ، وبهذا التوقيت حصراً .

بتحليل بسيط وغير معقد ، نعتقد أن رئيس  الوزراء قد بدأ حملته الأنتخابية مبكراً ، والترويج للتيار الصدري الطامح لرئاسة الوزراء . التسريبات الأعلامية تقول أن حصل التيار الصدري على ما مجموعه ١٠٠ من المقاعد البرلمانية ، سيدفع بالسيد الكاظمي الى رئاسة الوزراء مجدداً بشرط عدم ترشح الكاظمي للأنتخابات القادمة نزولاً عند رغبة الفتح الذي أشترط على الكاظمي ليلة تكليفه لرئاسة الوزراء بعدم الترشح في الأنتخابات القادمة ، وهذا غير صحيح ، لأن التيار الصدري يعمل بعيداً عن الفتح .

إن صحت هذه التسريبات ، نسأل التيار الصدري ومكتبه السياسي على وجه التحديد  ، ما هو الشيء الذي قدمه رئيس الوزراء في تكليفه الأول للشعب العراقي ، حتى يرسم له تكليف جديد في حال فوز التيار بالأغلبية البرلمانية ؟ الكل سيقول لاشيء . أذن لماذا الترويج المبكر؟

نحن نعتقد أن دعم التيار الصدري للكاظمي والأشاره له لسببين . الأول لأستمالت جمهور الكاظمي  الذي دعم ترشيحه ، والذي يسمى مجازاً  ( متظاهري تشرين ) بأعتبار الكاظمي جاء من رحم هذا الحراك التشريني .

والثاني لأستمالت السفارة الأمريكية التي دعمت فوضى تشرين ، ودعمت ترشيح الكاظمي عقب تلك الأحداث المؤلمة ، في تبرير غير منطقي البته . بالعودة لعنوان هذا المقال نرى أن تصريح الكاظمي جاء متناغم مع الأتفاق المبرم بين الطرفين ، وأيضاً لسببين : السبب الأول هو لتهميش فصائل المقاومة الأسلامية التي يبدو أنها أوجعت المحتل الأمريكي ، وأستهدفته بضربات نوعيه متلاحقة ، أجبرته على التقهقر في الداخل العراقي ، وهي محاوله منه لأظهار الطاعة للسفارة الأمريكية  التي دعمته دعما مطلقاً طول فترة أدائه ولا زالت .

والسبب الآخر لدق إسفين البغضاء بين التيار الصدري وبين فصائل المقاومة الأسلامية التي ربما تختلف أيدلوجياً مع التيار ، وأيضاً لشق البيت الشيعي ، الذي بدا عقلاء القوم بمحاولة ترميمه قبل خوض غمار الأنتخابات القادمة . أنا على مستوى شخصي ، لدي قناعة تامه بأن السيد الكاظمي يعرف جيداً بأنه غير صادق في ما ذهب اليه من وصف . ومحاولته إِغاضت  بعض الإطراف الشيعية ، التي وقفت بالضد من مشروعه  في أدارة دفة رئاسة الوزراء .

بعيداً عما ذهبنا اليه من تحليل ، نرى أن العراق اليوم بحاجة ماسة الى رجال دولة ، تأخذ بيد البلد الى بر الأمان . لا أن تهمش طرف على حساب طرفاً آخر في محاولات مكشوفة وواضحة الى جر  الفرقاء السياسين الى مناكفات تضعف العملية السياسية وتزيدها ضعفاً فوق ضعف .

أقول لكل من يدعي الوطنية ، التنافس الأنتخابي مكفول دستورياً ، بشرط أن لا يكون وفق منظور تسقيطي . ولايكون على حساب الثوابت الوطنية التي من أجلها سيخرج الشعب ليقول كلمته عبر صناديق الأقتراع . لذا ركوب الموجة من قبل بعض أدعياء الوطنية  ، مخلٍ بشرف العملية الديمقراطية التي يتغنون بها .

الإثر الواضح ، والمصداق الحقيقي للمقاومة الأسلامية العراقية ، سواءاً كانت بزعامة السيد مقتدى الصدر ، أو ببقية الفصائل  ، هو أخراج المحتل الأمريكي أولاً ، والذهاب لبناء بلد أسمه العراق ثانياً . نقطة رأس سطر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك