المقالات

ما الذي يمنع القوى من التحالف؟!

1566 2021-05-08

 

واثق الجابري ||

 

 التحالفات مسألة حتمية مفروضة على القوى السياسية، في ظل التعددية المفرطة في العراق.. فتشكل نظام سياسي يقترب من المثالية أو الممارسة الصحيحة للديمقراطية، لتنجب سياقاتها حكومات قادرة على تنفيذ برنامجها، أن كان هناك برنامج بالفعل، أمر صعب في وضعنا الحالي,  وإلاّ هي مجرد أوراق مستنسخة لا ينفذ معظمها بعد تشكيل الحكومة.

 أفرزت نتائج الإنتخابات العراقية المتلاحقة وستكون كذلك في اللاحقة،  عدة قوى لا يتجاوز عدد أحدها الأغلبية البرلمانية ولا حتى يقترب منها, وفندت إدعاءات بعضها بأنها كتلة كبيرة أو قادرة على تشكيل حكومة لوحدها، لأنها لم تملك أكثر عدد من المقاعد لا يتجاوز عتبة نصف المقاعد.

 جاءت تفسيرات معظم القوى بعيدة عن فلسفة التشريع، الذي يلزم الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة، وفي أسوء الأحوال تملك نصف المقاعد  مع مقعد أضافي، وهذا ما يتطلب من القوى التحالف لضمان التصويت على الحكومة، وفي حال فشلها ينص الدستور على تكليف الكتلة التي تليها عدداً، وهاتين التكليفين ليسا مطلقين إنما بفترات دستورية محدودة، ولم يذكر في حال فشل الثانية، ولم يتطرق الى ثالثة ورابعة وهكذا، مما يعني أنه كلما  زاد تسلسل الكتلة قل عدد مقاعدها، وفي كل الأحوال ستظل هناك حاجة للتحالف.. ورغم أن النظام الديمقراطي يفترض ان تكون به كتلتان أحدهما أغلبية لتشكيل الحكومة، والاخرى أقلية للمعارضة، ولكن من النادر أن تجد قوة سياسية تذهب الى الخيار الثاني، وأن عارضت الحكومة، فذلك بعد حصولها على حصتها من المناصب.

 تنقسم القوى السياسية طوليا وعرضياً، وعلى أساس مناطقي طائفي قومي، ومعظمها تعمل ضمن دائرة نفوذها، والقوى الشيعية تتمنى التحالف مع قوى من طيفها تضمن لها رئاسة مجلس الوزراء، وكذلك السنية برئاسة مجلس النواب، والكورد لرئاسة الجمهورية، وهذا ما يمنع من قيام تحالف بين قوتين، ولا يقبل أحدهما للآخر نيل نفس الهدف، ما يجعلها تحرك  الجمهور لتسقيط من في ساحتها كونه المنافس الأقرب، ولن يؤثر صوت كوردي في مساحة شيعية، ولا سني على مساحة كوردية، وهذا لا يمنع التحالف مع قوى لها مطامح أخرى وترجو من التحالف نيل الهدفين.

إن البقاء بنفس دائرة التفكير لسنوات، دفع القوى السياسية لمخاوف الذهاب الى الساحات الأخرى والتحالف معها، لأن منافسها في ساحتها سيستخدم شتى وسائل التسقيط والإتهامات، وتهمة التخلي عن الناخبين وقضاياهم القومية والطائفية جاهزة.. وعند ضيق أفق الحلول؛ تعود القوى لممارسة نفس الأدوات القديمة، وإستغلال هفوات الآخرين أو إفتعال الأزمات من أجل الحصول على الجمهور.

 بعد النتائج مباشرة، ستعود القوى الى سابق عهدها، أو الى العهد الخفي الذي  لا يصرح عنه في الإعلام، وتظهر  مصالح مشتركة وتبتعد القوى عن التسقيط، وتتحالف المتنافرة، ويُطوى رأي الجمهور الذي تحمس ضد قضية مفتعلة.. وفي البداية تتحالف القوى القريبة مناطقياً من بعضها، ومن ثم تنطلق كل القوى للتجمهر على أبواب السلطة للحصول على حصصها، وتنسى رفضها للتحالف مع هذا أو ذاك، بل ربما سيسعى للتحالف قريباً أو بعيداً وفق ما يحقق له مصالحه، ويبقى الجمهور متفرجاً، منتظراً ما تمليه الكتل السياسية،  وخلال هذه الفترة فقط، تحاول إقناعه أن تحالفها  بهذه الطريقة هو الأنفع للدولة، سرعان ما تقسم المناصب، وتعود القوى للإنقسام والتنابز، وتثبت أنها لا تريد البقاء في أي تحالف، قالت عنه قريباً من برامجها، وبذلك تبقى البرامج حبراً على ورق والتحالفات مرحلية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك