المقالات

1ايار مأساة العمال العراقيين  مستمرة


 

محمد كاظم خضير ||

 

تاريخ حافل من النضال والكفاح للطبقة العاملة في العراق، ساهم بشكل كبير في بناء الوطن وحمايته من خلال سواعد أبنائه، وتفانيهم في بذل الجهد والعرق لدعم الاقتصاد الوطني، ودفاعهم عن وطن الشموخ والعزة والصمود في وجه التحديات المختلفة.

ولا أن اليوم يصادف الأول من أيار عطلة رسمية لما عرف العمال أن اليوم هو عيدهم، فحالهم لا يسمح باستخدام مصطلح العيد منذ بدء سنوات الإرهاب في البلاد، ومنذ أن أكل التضخم رواتبهم وتعويضاتهم عادت إلى ما قبل وجود النقابات وقبل تحقيق أي مكسب عمالي، على مرأى ومسمع اتحادهم ونقاباتهم العمالية التي أصابها العجز الكامل!

وقد لا تكون الأجور والتعويضات همهم الوحيد، فكل ما يتعلق بهم أصابه الشلل، وتعرفون أن لا يوجد مشروعات السكن العمالي     ، وهناك من قاتل إلى جانب عمله واستشهد في الحرب على الإرهاب دفاعاً عن مؤسسته أو وطنه.

كما أضافت الحرب إلى همومهم حمولة أخرى قد يكون في مقدمتها الضمان الصحي أو التأمين الصحي الذي أصبحت تعويضاته لا تكفي لزيارة طبيب وشراء الدواء مرة واحدة، فكيف سيكون حال أسرة عامل تحتاج زيارة الطبيب بشكل دائم، ولاسيما في حال وجود أطفال صغار.

هي هموم كثيرة استجدت في حياة العامل العراقي ، ويأتي عيد العمال اليوم مناسبة للتذكير بضرورة لحظها في الذكرى الحقيقية لأول نصر حققه العمال على أرباب عملهم قبل أكثر من /160/ عاماً في استراليا، يوم استطاعوا تخفيض ساعات العمل إلى /8/ ساعات في اليوم، وبعد ذلك توالت انتصارات العمال ونقاباتهم في كل دول العالم بأكثر من مجال، ولاسيما ما يتعلق بالتأمين الصحي وأيام العطل والإجازات السنوية المدفوعة الأجر، إضافة لدفع طبيعة عمل لبعض المهن الشاقة أو التي تحتاج جهداً عضلياً وأعباء ومخاطر إضافية، وتوفير بيئة عمل صحية، وغير ذلك من المكاسب الأخرى، لكن هذه المكاسب لم تبق كلها (على حالها) كلها اليوم، ولعل أهم المكاسب التي خسرها العمال في بلادنا هي طبيعة العمل التي جرى تخفيضها بنسبة وصلت إلى ألف بالمئة، وتحول هذا المكسب إلى ثغرة في حقوق العمال، لأن التعويض الذي يدفع يكاد يكون نظرياً ولا يمثل أي قيمة حقيقية تدعم إنتاج العامل وتلحظ جهده، كما تحولت قيمة وجبته الغذائية وتعويض لباسه لمبالغ تكاد تكون رمزية لا تلبي أياً من حاجاته،

ماذا يقول عمال العراقيين في يوم عيدهم، وعوائل كثيرة فقدت جل أبنائها، ؟

أيّ عيد لعمال العراقيين ، والموت يحصد العشرات يوميًا؟ والأفق مسدود أمام حل شامل يعيد الأمن والأمان لبلادنا المهددة بالتمزق، والتيه في مسارب ومصالح الدول الإقليمية والخارجية.

مع ذلك.. وعلى الرغم من هذه التضحيات النادرة، فالشعب العراقي ، في أغلبيته لا يملك خيارات كثيرة، بل إن تصميمه على إسقاط  الإرهاب والفساد، وإقامة النظام البديل. نظام الحريات العامة والفردية الذي ينعم فيه الجميع بالمساواة. هو السبيل إلى إنهاء المأساة، والطريق إلى الاحتفال بعيد عمال حقيقي، يُقدّس العمل، ويُحرره من كل الموبقات والاستغلال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك