المقالات

سلة احزاب العالم ..اختلاف الشكل ووحدة المضمون

1725 2021-05-01

 

حافظ آل بشارة ||

 

تم اعلان التحالفات العراقية للانتخابات المقبلة ، انهم يكررون اللعبة نفسها بالوجوه نفسها ، وفوق ذلك فان اضرام الحرائق في البلد اهدافه انتخابية ، هجمات داعش الجديدة اهدافها انتخابية ، رد القوات الامنية عليها اهدافها انتخابية ، قتلى داعش والقوات الامنية يأخذون راتبا من مؤسسة الشهداء سوية لاهداف انتخابية .

في الدورة المقبلة الفساد باق ويتمدد والفشل باق والارهاب باق ، وقد تجري تصفية الاقلية السياسية الشريفة وتعلن الوحدة الاندماجية بين كبار الفاسدين.

في كل احزاب العالم ، ابرارا كانوا ام فجارا يقسم الساسة اصحاب الطموح الى ثلاثة انواع عالمية :

- المستفيد الذي يريد الحفاظ على مكاسبه وامتيازاته او زيادتها.

- المتضرر الذي يشعر بالمظلومية ويريد ان ينال نصيبه ويقضي ما فاته.

- الساعي الموعود بالمكاسب الذي يريد ان يصل الى بغيته راضيا مرضيا .

فالمستفيد عندما يريد ان يدافع عن مكاسبه لا يأخذ منحى شخصيا ، بل يوسع القضية ويخرجها من دائرة الشخصنة الى دائرة المبادئ والقيم العليا ، ويقنع بها حتى نفسه، وهي عملية تشبه عملية غسيل الأموال ، هنا يمكن تسميتها بعملية غسيل المواقف ، واعادة شرعنتها باخراجها من الخاص الى العام ، وبعض اصحاب المكاسب لديهم نزعة تكفيرية ، فهم يحذرون كل من يريد سلبهم مكاسبهم من دخول نار جهنم بتهمة نصب العداوة للمخلصين ، وفي النهاية يؤطر صاحب القضية دفاعه بما يحفظ من آيات واحاديث .

أما الذي يرى نفسه مظلوما ويقرر ان يشكو مظلوميته ، فانه يمارس هو الآخر عملية اعلاء وتسام في مطالبه ، فهو في اعماق عقله الباطن ملتاع معذب لأنه لم يحصل على منصب واموال ورتل حماية تغلق له الشوارع ويصفع لأجله باعة البسطيات المعرقلين لمروره بكل فخر واعتزاز ، هو لا يستطيع ان يقول الحقيقة بصراحة لذلك يخرج شكواه من الخاص الى العام ، ومن النسبي الى المطلق ويصبح في لحظة ناطقا كونيا باسم كل المظلومين ، ويكون في النهاية تكفيريا لأنه يعد كل المشاركين في مظلوميته نفطا لجهنم انها عملية غسيل مواقف ، وفي النهاية يؤطر شكواه بالآيات والاحاديث .

هذان الفريقان يتبادلان الأماكن في مسيرة السلطة وتقلباتها، فالرابح اليوم خاسر غدا ، والخاسر اليوم رابح غدا ، يتبادلان الخطاب والملفات وفن غسيل المواقف وتكفير الآخر.

أما الموعود بمكسب فيتصرف كواحد من المبشرين ، ويؤمل النفس ويعد القادم لطفا يمن به الله على خاصة اولياءه ، فيسلك طريقا ثالثا بين الطريقين ، فهو من جهة يلوم المدافعين عن مكاسبهم ولا يستطيع ان يقسو عليهم لأنهم احباب الله وانه غدا سيكون مثلهم ، اما المظلومون فهو منهم في سابق الأيام ، وقد ذاق مرارتهم ، فيقتضي الموقف ان يتحول الى واعظ ، وعنصر تهدئة يقوم بتذكير الفريقين بمكارم الاخلاق وترك حب الترؤس (ملعون من ترأس) ، ويؤطر خطابه بالآيات والاحاديث والسيرة والتأريخ .

وخير هؤلاء الثلاثة من نفع الناس ، والحقيقة ان الله ارحم بعباده من اباءهم وامهاتهم ، فالرابح والخاسر وما بينهما في السلطة يرحمهم الله اذا ساعدوا الفقراء وانصفوا المظلومين واحتضنوا الضعفاء وفرجوا كربة عن مكروب .

الحمد لله الذي رزقنا الآيات والاحاديث التي يستثمرها الرابح في حفظ ارباحه ويستخدمها المظلوم لتأطير شكواه ، ويستخدمها المبشرون في وعظ الفريقين .

اما الذي ينقد احوال الثلاثة كالمعلق الرياضي فقد يكون الثلاثة اشرف منه ، وقد يكون من اصحاب الآية : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) لطفك اللهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك