المقالات

ماذا بعد فاجعة المشفى؟!

1264 2021-04-27

 

حافظ آل بشارة ||

 

فاجعة مستشفى ابن الخطيب التي اسفرت عن وفاة 85 واصابة 120 من مرضى كورونا ومرافقيهم حسب الارقام الرسمية ، هذه الفاجعة احيلت الى لجنة مثل بقية الكوارث الماضية التي تشكل لجنة لكشفها ، ومعروف ان احالة الموضوع الى لجنة يعني تمييعها وتجاوزها والمراهنة على النسيان الشعبي ، لو ان هذه الحادثة المروعة جرت في اي بلد لكانت كافية لاقالة الحكومة واعتقال كل كبار المسؤولين الذين لهم علاقة بالكارثة ، او على اقل تقدير اقالة الوزير المختص ومساعديه ، لكن في العراق الامور تختلف تماما لأن المحاصصة تفرض على القوى السياسية نهجا خاصا في التعامل مع الكوارث والاحداث الكبيرة فالمعروف ان التقصيرات الخطيرة ناتجة عن الفساد والفشل والاهمال المتراكم ، عبر حكومات عديدة مضت ، لكن المحاصصة تفرض على كل حزب ان يحمي المسؤولين الفاسدين والفاشلين التابعين له ، لذلك تبقى المشاكل الكبيرة بلا علاج وتبقى الدماء والارواح بلا قيمة .

مجلس النواب ضمن مهمته الرقابية يفترض ان يتولى هذا الملف المأساوي ، لكن فشلت اول محاولة نيابية لبحث الفاجعة عندما حضر 100 نائب فقط ولم تعقد الجلسة ، وهنا هزم البرلمان اخلاقيا امام هذه الفاجعة المروعة .

يفترض ان يبحث حريق المستشفى من زاوية ثانية في التحقيق ، يجب ان يدرج ضمن سلسلة الحرائق التي تلتهم كل شيء في العراق ، حرائق تلتهم اسواق الجملة في الشورجة والمحافظات ، حرائق تلتهم المزارع والبيوت والدوائر ومقرات الوزارات ، واخيرا اكل الحريق مستشفى ابن الخطيب بمن فيه من بشر يقاسون الموت بسبب الوباء ، سيناريو الحرائق يبدو بوضوح انه امتداد للاعمال الارهابية ، فاضرام الحرائق اسهل على الارهابيين من التفجيرات واكثر ضررا ويمكن للارهاب وحواضنه وخلاياه النائمة ان يقوموا بهذه الجرائم لتدرج ضمن تطور ادوات المخطط الارهابي ، ولحد هذه اللحظة لا يستطيع المحققون اثبات ان جريمة احراق المستشفى لم تتم بفعل فاعل ، بل كل الادلة تشير وضمن سياق الحرائق العراقية ان حريق المستشفى يقع ضمن هذا السيناريو ، ويمكن ان ينفذ الارهابيون ما هو أسوأ ، اذن الارهاب والفساد والفشل والمحاصصة كلها تقف وراء هذه الكارثة ، واذا بقي الجميع يتجاهلون ما يجري فسوف يحرقون العراق كله ، عجز حكومي كامل وعجر نيابي كامل عن احتواء هذه الازمة وغيرها من الأزمات ، ولكن مهما بلغ الاهمال والتجاهل وقبول الظلم والعدوان لأجل توازنات المغانم التافهة فان عدالة الباري نافذة ومهيمنة على الكون ، وعندما لا يجد المستضعفون من ينصرهم ويحميهم فان الله هو الحامي والمنتقم وهو نعم المولى ونعم النصير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك