المقالات

قراءة في رواية عروس الفرات للكاتب د. علي المؤمن

1594 2021-04-26

 

د. ميمون الخالدي ||

 

  "عروس الفرات"  للكاتب  علي المؤمن هي رواية سياسية اجتماعية وثقت لحقبة زمنية عانی فيها المجتمع العراقي من ظلم النظام السابق واستبداده، وهذه الرواية بمثابة وثيقة تأريخية  تدون ما جری في تلك المرحلة.

    تبدأ أحداثها بسرد بسيط تلقائي ثم تتصاعد ليصل السرد الی فنية عالية ولاسيما في السجن ،حيث وُضعت عائلة عبد الرزاق الموسوي فيه، كان تركيز المؤمن علی الحدث اكثر من تركيزه علی العناصر الأخری، فغايته بيان واقعة الظلم والسجن والإعدام  الذي تعرضت له هذه العائلةولو تحرر من عاطفته أكثر لاستطاع أن يسبر الغور في نفوس أبطال الرواية ويبين لنا حالاتها النفسية وما مرت به تحت وطأة هذه الظروف القاسية!!

   علي المؤمن اختار عنوان (عروس الفرات) وهو ينفتح علی تأويلات عديدة، ففي الرواية أكثر من شخصية نسائية يمكن أن تكون هي عروس الفرات، فهناك (زهراء ) تلك العروس التي أعدموا خطيبها (صلاح عبد الرزاق) وفجعوا به العائلتين، وهناك (ياسمين) زوجة أحمد الذي استمر حضورها في الرواية الی النهاية، وهناك (شيماء) تلك الشابة الشجاعة الشامخة التي تم الاعتداء عليها ثم إعدامها،فكل شخصية من هذه الشخصيات النسائية يمكن أن تكون  هي (عروس الفرات).

   هذه الرواية لم تمتد لفترة زمنية طويلة،أي أنها محدودة الزمان والمكان، والأحداث فيها متسارعة ،وهذا راجع أيضا الی عاطفة الكاتب التي جعلته ينحاز الی الحدث عل حساب العناصر الأخری كما ذكرنا سابقا.

    "عروس الفرات": رواية تصلح لأن تكون عملاً فنياً سينمائياً، وليس درامياً، لمحدودية زمنها كما ذكرنا، وأتمنی أن أراها قريبا علی الشاشة ؛لأنها  توثق معاناة العراقيين وتجسد آلامهم  وعذاباتهم في تلك الحقبة.

    أخيرا، هذه الرواية أسلوبها سلس سهل، ولغتها شعرية، ولاسيما  في ذروة الحدث، أي أثناء السجن والتعذيب، وبالأخص حديث (شيماء)  فكان بمثابة مناجاة عذبة، وأنا أری حوارها مع  والدها وحوارها مع نفسها(المونولوج الداخلي) أجمل مشاهد الرواية.

    ولايسعني بعد هذه القراءة السريعة إلاّ أن أدعو مرة أخری لتجسيد هذه الرواية فنياً، وهذا ضرورة نحتاجها لحفظ الحقوق ولتوثيق الأحداث وإثبات الوقائع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك