المقالات

الكرابلة والنكبة المرتقبة !!


 

سعد الكعبي ||

 

الاوساط السياسية عاشت الايام الماضية على وقع قضية اعتقال زعيم حزب الحل جمال الكربولي واشقائه .

فالكربولي واحد من الاسماء البارزة بالمشهد العراقي منذ نحو عقد من الزمن وكان لحزبه واشقائه دورا كبيرا في الحياة السياسية العراقية ،وسواء كان هذا الدور سلبيا ام ايجابيا فانه يظل دورا محوريا ومؤثرا بكل مافيه من اشكاليات.

ويكفي ان حزب الحل لايملك سوى 5 مقاعد حاليا وحصل على رئاسة البرلمان فضلا عن نحو 50 منصبا مهما في الحكومة الحالية !!

 وعرف عن عائلة الكرابلة السياسية عدم اهتمامها بمسالة القيل والقال عندما تختار مرشحا لمنصب ما، إذ عادة ما يفكر زعيم "كتلة الحل" في أقاربه بشكل مباشر، ولا يتردد في ترشيح شخصيات مثيرة للجدل طوال الفترة الماضية من دخولهم العمل السياسي. 

وعلى سبيل المثال لا الحصر، اختار جمال الكربولي، شقيقه الأصغر، أحمد الكربولي، ليسميه وزيرا للصناعة، في حكومة المالكي، من دون تردد.

 البيانات الرسمية تظهر لنا، وجود عشرات دعاوى الفساد وبلاغات سرقة المال العام، قدمت ضد هذا الوزير الكربولي، خلال سنوات استيزاره، من دون أن تتمكن جهة ما من إدانته، بسبب صلات عائلته الوثيقة بمختلف الأطراف السياسية.

 العائلة الكربولية، يشيعون انهم ساهموا بشكل مباشر في دعم وصول محمد الحلبوسي، في يوم الاقتراع على منصب رئيس البرلمان، لكن المعروف ان "الحلبوسي جاء إلى منصبه نتيجة صفقة سياسية، وليس بشراء الأصوات. 

 ويخشى الاخير أن يكون تواصله مع الكرابلة، سببا بتحطيمه سياسيا، على غرار ما حدث لسلفه سليم الجبوري، الذي انحدر من كونه رئيسا للبرلمان، إلى مرشح فشل في الحصول على مقعد نيابي.

قضية الكرابلة وتعرض لجنة مكافحة الفساد برئاسة ابو رغيف لهم تعد من القضايا الكبرى التي تظهر قوة الحكومة بمواجهة  قوى سياسية كبيرة وهو اختبار جدي وحقيقي للسير في هذا مجال مكافحة الفساد المتغول والمغطى بالعمل السياسي والنفوذ الكبير.

يبدو ان قضية الكرابلة ومايحصل معهم من فتح ابواب ملفات قديمة يمثل مرحلة جديدة بين الحكومة والعائلات والشخصيات السياسية الكبيرة ،والتي بعضها باتت يخشى من مصير مشابه لمصير الكرابلة وماجرى عليهم من نكبة .

المهم ان تكون النوايا سليمة وان يكون التحرك في هذا المجال بعيدا عن الصراعات السياسية وان تتحقق العدالة  الاجتماعية بتقديم المذنب ايا كان للقانون ويتم استرداد الشعب لثرواته المهدورة من قبل سياسيين استهتروا بالاموال وقبلها الارواح ،ولتكون «نكبة الكرابلة »بداية حقيقية لما سيجري ان سارت الامور بطريقها السليم.ــــــ

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك