المقالات

إضاءة على المفاوضات النووية

1963 2021-04-21

 

🖊ماجد الشويلي ||

 

قد يظن البعض حتى من المختصين في الجانب السياسي،  أن مفاوضات الجمهورية الأسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص الملف النووي، هي نوع من تنازل الجمهورية  الإسلامية عن ثوابتها ومبادئها الثورية ، أو أنها قد أظهرت براغماتيتها النفعية الذرائعية التي تنتهجها في سياساتها كافة متى اقتضت مصلحتها ، حتى وإن كانت فيها مداهنة لعدوها وخصمها اللدود.

فراح بعضهم يشرق والآخر يغرب في تقييمه للموقف . وإن كانت قريحة التأويل عند بعض السياسيين لا تنقدح ولاتنفتخ إلا حينما تتخذ الجمهورية الاسلامية موقفا عصياً على فهمهم.

ولسان حالها كما قال المتنبي

(أنام ملء جفوني عن شواردها

ويسهر الخلق جراها ويختصم)

والحقيقة التي لاينبغي تجاهلها هي أن إيران لم تدخل في مفاوضات مباشرة مع أمريكا، وإنما مع المجتمع الدولي متمثلاً بالدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة الى المانيا ، وبحسب القانون الدولي الذي ارتضته 195 دولة تقريباً وتعاطت فيما بينها على أساسه.

ولذا لايصح القول بأن إيران تفاوضت مع أمريكا بما هي أمريكا وإنما بوصفها جزءاً أساسياً من المنظومة الدولية .

فلا يمكن أن يكون موقف إيران قانونياً مالم تجلس مع هذه الدول ولايمكن لإيران أن تثبت للعالم انها ليست دولة مارقة دون أن تحاور العالم .

نعم لا يمكننا أن ننكر سطوة الولايات المتحدة ونفوذها في القانون الدولي ، ولكن أيضا لاينبغي أن بخس إيران حقها ومنقبتها الكبيرة حيث استطاعت ببراعة تامة من التوفيق بين التزاماتها كدولة عضو في الامم المتحدة وبين تصديها للغطرسة الأمريكية وعدم الرضوخ لاملاءاتها.

وهي فعلا براعة كبيرة ودبلماسية قل نظيرها في العالم.

الأمر الآخر هي أن إيران ومن خلال مفاوضاتها في الملف النووي تساهم بشكل كبير بالحفاظ على القوانين الدولية ، وتدافع _وإن بشكل غير مباشر _عن حقوق الشعوب المستضعفة وحقها بامتلاك ناصية العلم والتكنلوجيا.

فإثبات حقها بامتلاك التقنية النووية هو تأكيد على أحقية كل الدول بالحصول على ماحصلت عليه   ولكن ليس بمقدور كل الدول المطالبة بحقوقها كايران ، ولاكل الدول قادرة على ان تنتزع حقوقها كالجمهورية الاسلامية.

فهي حينما تجالس الامريكان أشبه مايكون بالذي يضع يده في فم دب داشر ليخرج ماسرقه منه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك