المقالات

بأدوات محلية..رسائل التعوّيم السعودي لداعش ؟

1509 2021-04-18

 

حسين فلسطين ||

 

شكّلت الهزيمة المذلة للرئيس الأمريكي المخلوع (دونالد ترامب) صدّمة كبيرة بالنسبة لحكام الخليج الذين رهنوا حلم البقاء والتمدد برضا وقبول الإدارة الأمريكية المتناغمة مع جنون (ترامب) وطغيانه ، لا سيما وليّ عهد الكيان السعودي الوهابي (محمد بن سلمان) الطامح لأمتلاك زمام المبادرة في عائلة تعاني من صراع داخلي محتدّم وصل فيما اعلن إلى الاعتقال والتصفية السياسية وحتى الجسدية !

ولعل تنصيب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) زاد من قلق الكيان السعودي ،

ليس لأحتمالية اختلاف تعاطي الإدارة الأمريكية مع الملفات ذات الاهتمام المشترك ، بل لأسباب أخرى تعوّد لأيام الانتخابات الأمريكية التي دعمت بها السعودية وبشكلاٍ مطلق حملة المخلوع ( ترامب ) ومشاريعه السياسية في العالم وفي مقدمتها التطبيع مع الكيان الصهيوني ، لذلك فإن السلطات السعودية تطمح وتخطط للفت أنظار (بايدن) من خلال إعادة تقديم كيانها إلى واجهة المنطقة وكالعادة من خلال الساحة العراقية التي كانت مسرحاً لاكبر واخطر مشروع إرهابي دموي في العالم واستخدام اشلاء أجساد الشعب العراقي كأوراق تفاوض رابحة تحقق المشروع الوهابي الصهيوني في المنطقة والعالم.

لذلك فإن عملية أعادة الكيان السعودي تعويم تنظيم داعش الارهابي في العراق ستلقى بكل تأكيد تفاعلاً من قبل (بايدن) ، كما حصل مع الرئيس الأمريكي الأسبق (باراك أوباما) ولأن السعوديين اكثر من يجيد استخدام ورقة التنظيمات الإرهابية فإن الإدارة الأمريكية ستتعاطى مع هذا الملف بالطريقة التي تعاطت معها في عهود (بوش الابن) و (اوباما) اضافة الى (ترامب) ، مستفيدين من إعادة تفعيل الأدوات المحلية نفسها التي كانت واجهة الإرهاب في العراق وراعيته و واجهته السياسية والحكومية .

 أن أهداف الكيان السعودي واضحة تماماً ، فهي تتضمن خلط الأوراق لإجهاض الانتصار الكبير الذي حققته قوتنا الأمنية البطلة وفي مقدمتها قوات الحشد الشعبي المقدس ، من خلال تشويه سمعة قوات الحشد واستهدافها اعلامياً وسياسياً بالتزامن مع أحداث بعض الخروقات الأمنية ذات الرسائل السياسية الواضحة ومن ثم إطلاق موجة من الأكاذيب والشائعات بالضد منه كأتهامها بالقتل والسرقة واستهداف المدنيين ، وبالتالي صناعة رأي عام يستهدفه بشكلاٍ مباشر  ومن ثم طرح فكرة الحشد الشعبي كنسخة إرهابية بلون شيعي كجزء من برنامج السلطات السعودية تعوّيم داعش الإرهابي ، وهذا ما يناسب إلى حد كبير السياسة الأمريكية الثابته على الرغم من متغير (بايدن) مما يحتم عليه فتح باب اغلقه الصراع الانتخابي بين الرئيس الحالي والسابق !

أن التفجيرات الأخيره في مدينة بغداد وتجدد المواجهات مع تنظيم داعش الإرهابي لم تكن مفاجئة ، بالرغم من مجيئها بعد فترة من التوقف ، لأسباب عديدة تأتي في مقدمتها تغيير قادة أمنيين لهم خبرة كبيرة في التعامل مع التنظيمات الإرهابية ، كذلك كونها تحتفظ بعدد كبير من الدواعش كخلايا نائمة تنفذ ما يناسب المشروع السعودي في ظل تهيئة اللاعب السياسي المحلي (بعض القوى الكردية والسنية) الملاذ الآمن لهم من خلال توفير كل أشكال الدعم !

وفي كل الأحوال ، يبقى سعيّ "السعودية" للعودة إلى معادلات التعامل السابقة مع واشنطن (ترامب) او (اوباما ) هو زيادة دعم الولايات المتحدة الأمريكية في ملفات مهمة ومصيرية كالملف العراقي و الإيراني اضافة الى الملف اليمني الذي بدأ يرهق (بن سلمان) وينذر بأنهيار سلطة الكيان واقتصاده.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك