المقالات

الخيارات المتاحة أمام أمريكا

1422 2021-04-18

 

🖊ماجد الشويلي ||

 

يبدو أن أمريكا على وشك الإذعان والتسليم لحقيقة التحولات الجذرية التي عصفت بالعالم ، وأنها لن تكون القطب الأوحد كما كانت في السابق .

فالمخاض العسير الذي تشهده المنظومة الدولية ، أكبر وأخطر عليها بكثير من تداعيات الحربين العالمية الأولى والثانية، 

والتي كانت تقوم بهما بدور (المايسترو ) لضبط إيقاع التوازنات الدولية وصياغة النظام العالمي الذي تشاء.

فالمخاض الذي يجري الآن ينبئ بوضع هيكلية جديدة للأمم ، وينسج بخيوط الحرير المشرقية معالم نظام عالمي جديد لا يعدو واحد من هذه الصور:-

أولا:-  نظام ثنائي القطبية قائم على أساس التفاضل والتكامل

ثانياً :- نظام عالمي متعدد المراكز والقوى

ثالثاً:- نظام عالمي يعزز الهيكلة الإقليمية والحفاظ على قدرة التحكم فيه عن بعد

رابعا:- نظام عالمي بولايات أمريكية مفككة

ورغم محاولات الولايات المتحدة اليائسة بايقاف عجلة التحول هذه بقيادة الصين على المستوى العالمي والجمهورية الاسلامية في المنطقة. الا أن جميع تلك المحاولات ارتطمت بواقع لايمكن التنكر له.

إذ إن الفواعل التي تحرك مسيرة هذه التحولات غير مقتصرة على التحديات العسكرية والإقتصادية والتكنلوجية بالنسبة لها ، حتى تكون الميزانية الفلكية لوزارة الدفاع هي الرادع لتنامي قدرات الصين العسكرية ودورها الجيوبولتكي المتفاقم عالمياً.

وليست المواجهة العسكرية هي السبيل للحد من تعاظم الدور الإيراني في المنطقة

حتى يمكن لها أن تجتاح الجمهورية الأسلامية وتتفرغ لمواجهة الصين.

ولذلك كانت أمريكا أكثر وعياً وإدراكا لخطورة مايجري على مكانتها العالمية

 من الكيان الصهيوني حتى باتت تشعر بتراجع قدرتها على التوفيق بين مصالحها ومصالح إسرائيل في المنطقة والعالم في آن واحد

ولذا قال بايدن في سياق شرحه لستراتيجية الأمن القومي للاربع سنين القادمة ((من أن الدبلماسية ستكون مفضلة على القوة العسكرية)).

وفيما يتعلق بالشرق الأوسط قال ((لن نعطي شركائنا في المنطقة شيكا على بياض للعمل وفق سياسات تتعارض مع المصالح والقيم الامريكية))

_في اشارة لاسرائيل وحلفائها في المنطقة

وتلويحهم بشن حرب على إيران-.

ومن هنا ندرك أن امريكا اليوم تعي جيداً  أنها لن تعود القطب الأوحد لقيادة العالم،

وعليها الحفاظ جهد الإمكان على الخيار الأقرب ؛ وهو العودة لعالم ثنائي القطبية تتقاسم نفوذه مع الصين .

إلا أن انتقام الجغرافيا الذي استوعبته الصين وحلفائها يرفض أن تعود أمريكا لمكانتها العالمية من جديد.

   "وإن غدا لناظره لقريب"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك