المقالات

هل يوجد في العراق برلمان ؟!

1526 2021-04-17

 

حاقظ آل بشارة ||

 

بعض القوى والاحزاب والشخصيات السياسية التي مازالت تسيطر عليها أوهام الزعامة بدأت تعيش اجواء الدعاية الانتخابية من الآن ، هم يعلمون ان نسبة تأثير الصناديق في الواقع السياسي محدودة وهناك عوامل اخرى هي التي ترسم الخرائط ، اذا كان صوت المواطن مهما فعلا فلماذا لا يهتمون بمطالبه ؟

مازالت الانتخابات المحتملة تجبر الطبقة السياسية على اعادة نثر الشعارات كالحلوى في كل مكان ، يتوقعون ان الانتخابات ستجري في موعدها تشرين الاول ، قراءة بسيطة لاداء النواب والحكومة والقوى السياسية القديمة والجديدة تؤكد انهم لم يقدموا شيئا ، جاءوا الى هذه الكراسي كي لا يقدموا شيئا ، وهم لا يملكون شيئا جديدا ليلوحوا به للناخب مجددا ، بل هناك تقزم فضيع في حجوم أغلب القوى ومنظرها وسمعتها ، فبعد ان تراكمت مظاهر الفشل والفساد وغياب الجاذبية دخلت على الخط انتكاسة جديدة تتحدى المصداقية فجعلت الجميع يترنح فاقدا صوابه ، هذه الانتكاسة تتمثل بنجاح الحكومة في تنفيذ كل خططها التي ارادتها ، دليل على ان هذا البلد بلا برلمان يراقب ويحاسب ، هنا البرلمان يعترض فلا يؤثر ، والنائب يهدد باحراق نفسه فلا يؤثر ، ومن يجمع التواقيع لتغيير كلمات معدودات من خطط الحكومة لا يؤثر ، وبيانات الاستنكار الحزبية ضد الحكومة لا تؤثر ، هذا يعني ان الذين يمثلون الضحايا لا يؤثرون ، وعندما يشاهد المواطن ان الحكومة نفذت كل ما تريد بلا عوائق سيسأل ماهي قيمة البرلمان ؟ تم رفع سعر صرف الدولار ، واتضح ان بعضا من الذين كانوا في خطاباتهم رافضين كانوا في الاجتماعات موافقين ! (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) وهكذا نفذت الخطط بسلاسة وبدأت الحكومة الآن تلوح بفرض الضرائب على الرواتب التي حطمها الدولار ، المواطن المستهدف سقطت كل سواتره الدفاعية ، فلماذا ينتخب مجددا ؟ ماذا ستقول الدعاية الانتخابية المقبلة ؟ كان المواطن يتصور انه ينتخب سلطة تدافع عنه وتنفذ وعودها ، والآن اكتشف ان تلك السلطة لا وجود لها فلماذا ينتخب مرة اخرى ، هناك صوت عقلائي يقول للشعب في كل انتخابات : (اياكم والعزوف لأنه سيمكن الفاسدين ويبعد النزهاء والكفوئين) فيقول الشعب : صحيح ، ولكن حين تظهر النتائج لا يرى بين القوم نزهاء ولا اكفاء .

سيعترض عمال البناء وسواق التكسي والكسبة والبقالون لأن موجة الفقر تستهدفهم ومخصصة لهم ، واذا كانت شكاواهم اليوم همسا فغدا ستكون صراخا ، وبعد غد ستكون هياجا جماهيريا متلاطما يحرق الاخضر واليابس ، فهم يعلمون انهم ابناء بلد عوائده الشهرية من النفط تساوي موازنة سنوية لبلد متوسط الحجم ، لكن الفقر يسحقهم على مرأى ومسمع الزعامات .

الفقر والتجويع امر عادي ومتوقع ، واجراء الانتخابات بالاسلوب القديم نفسه امر عادي ومتوقع ، وبقاء الاحتلال امر عادي ومتوقع ، ولكن الامر غير العادي وغير المتوقع ان يحصل احد الفاشلين الفاسدين السابقين على عشرات الآلاف من الاصوات في الانتخابات المحتملة ليكون نائبا من جديد ، هذه انتكاسة اخرى تدل على ان الانتخابات لعبة نتائجها محددة مسبقا ، وستمر نتائجها المتشابهة للمرة الالف كما مرت قضية سعر الدولار ، فهل يعني ذلك ان لدينا برلمانا بالفعل ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك