المقالات

كفى قتلا للفقراء يا سياسيين يا مجرمين


 

صبيح المرياني* ||

 

من جديد  سالت دماء الابرياء من  ابناء مدينة الصدر .بتفجير ارهابي لم يستهدف المسؤولين او البرلمانين او اصحاب المناصب العليا في الدولة الذين ينتمون الى هذه المدينة ـ بل استهدف الشباب البسطاء من باعة الخردة من اثاث منزلي قديم وسلع اخرى قديمة تدور عجلاتهم نهارا بأكمله في الازقة والشوارع ليبتاعوها من الذين لا يحتاجون  اليها ومن ثم بيعها في هذا  المكان الذي حصل فيه التفجير الارهابي ..

نعم التفجير استهدف هؤلاء الشباب الذين يعيلون عوائل اغلبها تسكن  في العشوائيات والمناطق الزراعية المحيطة بالمدينة او تسكن  دورا هي ليست ملكا لهم بل هي دور مستأجره   يسعون شهرا كاملا ليدفعوا مبلغ  ايجار اخر الشهر ويدفعوا مبلغ المولدة الكهربائية وفاتورة الكهرباء الوطنية وكذلك فاتورة الانترنيت لان لديهم اطفال في المدارس هذا غير مستلزمات الحياة الاخرى .وليس من ملتفت لهم اطلاقا .

 شباب سلموا امرهم الى الله واعتمدوا على انفسهم لكسب لقمة العيش بهذه الطريقة ، بعد ان يئسوا من ظهور المنقذ  الذي يجد  حلا لحالتهم الاقتصادية التي يعيشونها سواء بتعيين بصفة اجر يومي او بعقد او على الملاك ، فهم ليس ابناء مسؤولين أو أقارب احد منهم  ، انهم ابناء الفقراء الذين لا يبخلون بأرواحهم حين يحتاجهم الوطن ،بل هم السباقين الى التضحية من اجله تاركين كل شيء من ملذات الحياة خلفهم .هم مشاريع التضحية على مر السنين .

 اليوم صاروا وقودا للتناحر السياسي كما كانوا وقودا لهذا التناحر في السنوات  الماضية ،  حيث الالاف من الشهداء من ابناء هذه المدينة سقطوا جراء العمليات الارهابية بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وما يسمى بأخطاء القوات العسكرية المحتلة ،هذا التناحر السياسي بين الاحزاب والكتل السياسية في العراق ان استمر على هذه الشاكلة ولم يجد من يقف بوجهه ويضع حدا لهُ فانه سيحصد ارواحا اخرى من دون ادنى احساس بالمسؤولية من قبل المعنين ، نحتاج اليوم الى وقفة حقيقية من الجميع لإنقاذ البلد من هذه المؤامرة الكبيرة التي نعيشها ..آن الاوان ان نقول لهم كفى قتلا للفقراء يا سياسيين  يا مجرمين

 

*باحث واعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك