المقالات

حوار الملل والنحل..!

2373 2021-04-14

 

عيسى السيد جعفر ||

 

منذ 2003 ولغاية اليوم ألتقي وبشكل يومي وربما في اليوم عدة مرات، مع ساسة عراقيين من مختلف الملل والنحل كما يسميهم الشهرستاني في كتابه الشهير "الملل والنحل"..ونتيجة لهذه اللقاءات التي لا حصر لها تكونت عندي فكرة نهائية تختصر الكثير من ما يجول في خواطركم..فمعظم من ألتقي دمث الأخلاق ـ أمامي  على الأقل ..! ـ ومعظمهم يختار كلماته بعناية لأنهم يعرفون أن مهمتي هي أن أتلقف ما يأفكون..!

 الفكرة أن معظمهم ، وأكرر معظمهم، يتوفرون على قدر كبير من أازدواجية الشخصية والرأي..يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون..وهذا ديدنهم على الأعم الأغلب..

وتكتسب أحاديثهم عن الضرورات القصوى للتعاضد والتآزر بعدا رومانسيا أخاذا,,وتحسب أنهم جميعا عشاق لهذا الوطن وعبيد وخدم لشعبه..معظمهم يتحدث بعبارات وكأنها مطبوعة على الآلة الكاتبة، أكاد أسمع صوته ضربات خروفها وعم يتحدثون عن ضرورات الحوار، وأن لا سبيل لحل المشكلات إلا بالحوار، وانه الطريق الأوحد لبناء مواقف مشتركة تخدم العراق والعراقيين..

لكن ومع كل هذا وذلك فلا وجود لأي حوار على ارض الواقع. فما أن يتم الإعلان عن حوار حتى يتم تأجيله، لان هناك شروطاً لبدئه تستدعي شروطاً مضادة. وهكذا دواليك! ويمكن تفسير ذلك بوجود أجندتين للحوار: الأولى والأكثر أثرا هي أجندة خاصة مضمرة تقوم على التفرد والذاتية. أما الثانية فتمثل الأجندة العامة معلنة. ولان الأجندة العامة ليست صادقة ولا حقيقية، فأنها تركز على العموميات والغموض. وذلك يمكن المتحاورين من التهرب من نتائج الحوار إذا لم تكن مطابقة لأجندتهم الخاصة. أما الأجندة الخاصة فهي تلك التي ليست مطروحة على طاولة الحوار! لذلك يصعب على الآخر التعرف عليها. و بما أن لكل الأطراف أجنداتهم الخاصة فان الحوار يصبح حوار الطرشان..

ونكتشف أنهم لا يرون إلا أنفسهم وبعدسة محدبة تكبر ذواتهم.. ومن المستحيل المبادرة الى تقديم تنازلات. لان كل طرف يخاف إن هو بادر الى تقديم أي تنازلات أن لا يقابله الطرف الآخر بتقديم تنازلات متساوية أو مقابلة. إذ أن كل طرف ينتظر أن يبدأ الطرف الآخر بتقديم التنازلات أولا لكي يفكر هو في تقديم أي تنازلات. ولقد ترتب على ذلك دخول الحوار بين الكتل السياسية دائرة مفرغة تنتهي من حيث تبدأ. والخاسر الأخير هو شعبنا المحمل بالآمال المثقل بالآلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك