المقالات

حين يتحول سياسي شيعي الى مهوال !

2546 2021-04-12

 

عباس سرحان ||

 

المهوال شاعر مناسبات يرتجل؛ ويسهم عموما في تعزيز قيم نبيلة في المجتمع، ودوره لايُنكر؛ فحين تنتدب أسرة أوعشيرة مهوالا لإحياء مناسبة تهمها؛ فإنه يَجهد ليبرع في ابراز دوره مواسيا أو مادحا ومُشيدا بمنتدبيه.

 ويحرص على ارضائهم وارضاء جمهورهم وجمهوره فيما يقول ويؤدي. أما السياسي فهو شخص عرض نفسه على الجمهور كمدافع عن حقوقهم؛ فقبلته شريحة منهم وأوصلته الى السلطة.

إنه عقد غير مكتوب إذن بين السياسي والناس؛ يتعهد فيه بالدفاع عن حقوقهم وتمثيلهم بما يمكّنهم من جني ثمار مشاركته في السلطة في مقابل ايصالهم اياه للحكم وتمتعه بامتيازاته المادية والمعنوية.

ولو تحول السياسي الى "مهوال" فأنشد وارتجز وتمايل  دفاعا عن حقوق من انتخبه؛ فالأمر في غاية الروعة والنبل والوفاء؛ وهو من صميم عمل السياسي.

لكن أن يستعير السياسي دور المهوال ليدافع ويمجّد ويلمّع صورة سياسي آخر من حزب غير حزبه، فهذه تحتاج الى وقفة تأمل.

وتحتاج الى أكثر من ذلك حين يدافع سياسي عن سياسي آخر لأن الأخير نجح في خدمة من اوصله الى السلطة ودافع عن حقوق ناخبيه في مناطقه دفاعا أعجب السياسي المدّاح.

فهذه المصيبة تحتاج الى لطم على الرأس؛ فالسياسي المدّاح قد فشل في خدمة جمهوره، وتركهم للعوز والفقر والبطالة والسكن العشوائي وغلاء الأسعار، وانبرى يمدح سياسي آخر لأن الأخير نجح في مهمته!.

هذه الخلطة الغريبة من المواقف قد تمر على أغلب المواطنين وسط ذهول واستغراب وألم دون أن يقفوا كثيرا عند اسبابها، لأنهم مصدومون من أداء من كانوا ينتظرون منه الدفاع عنهم وإذا به يدافع عن سياسي مثله.

ببساطة  ان هذه المواقف وحفلات المديح والثناء والردح هي بدايات لصفقة سياسية يراد لها أن تتم لاحقا، ويحاول الطرف الأضعف فيها أن يثبت حسن نواياه للطرف الأقوى بسيل من المديح والثناء.

فاعلون أساسيون في الساحة الشيعية ما عادوا يعولون على جمهورهم الشيعي في الوصول الى السلطة لأنهم فشلوا في خدمة هذا الجمهور؛ بل إنهم خذلوه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

لذا هم ينتظرون من "حلفاء" لهم من السنة والأكراد القيام بدور الرافعة ليوصلوهم الى السلطة بذريعة التوافق أو الفضاء الوطني.

ويكفي هنا ان تحصل كتلة المدّاح على 20 مقعدا وقبولا من كتل سنية وكوردية لتكون مشاركا فاعلا في السلطة بدعم من رافعة الفضاء الوطني.

وبالتأكيد فإن وصول مثل هذه الكتلة الشيعية الى السلطة بهذه الطريقة لن يكون نافعا لجمهور الوسط والجنوب.

 لأنها ببساطة ستكون رهنا لاشتراطات كتل أخرى ولن تكون قوية بجمهورها، وهذا يجعلها تنصاع لما تريده الكتل الأخرى"الرافعة" ولو على حساب جمهور الوسط والجنوب والله المستعان واليه المشتكى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك