المقالات

حين يتحول سياسي شيعي الى مهوال !

2359 2021-04-12

 

عباس سرحان ||

 

المهوال شاعر مناسبات يرتجل؛ ويسهم عموما في تعزيز قيم نبيلة في المجتمع، ودوره لايُنكر؛ فحين تنتدب أسرة أوعشيرة مهوالا لإحياء مناسبة تهمها؛ فإنه يَجهد ليبرع في ابراز دوره مواسيا أو مادحا ومُشيدا بمنتدبيه.

 ويحرص على ارضائهم وارضاء جمهورهم وجمهوره فيما يقول ويؤدي. أما السياسي فهو شخص عرض نفسه على الجمهور كمدافع عن حقوقهم؛ فقبلته شريحة منهم وأوصلته الى السلطة.

إنه عقد غير مكتوب إذن بين السياسي والناس؛ يتعهد فيه بالدفاع عن حقوقهم وتمثيلهم بما يمكّنهم من جني ثمار مشاركته في السلطة في مقابل ايصالهم اياه للحكم وتمتعه بامتيازاته المادية والمعنوية.

ولو تحول السياسي الى "مهوال" فأنشد وارتجز وتمايل  دفاعا عن حقوق من انتخبه؛ فالأمر في غاية الروعة والنبل والوفاء؛ وهو من صميم عمل السياسي.

لكن أن يستعير السياسي دور المهوال ليدافع ويمجّد ويلمّع صورة سياسي آخر من حزب غير حزبه، فهذه تحتاج الى وقفة تأمل.

وتحتاج الى أكثر من ذلك حين يدافع سياسي عن سياسي آخر لأن الأخير نجح في خدمة من اوصله الى السلطة ودافع عن حقوق ناخبيه في مناطقه دفاعا أعجب السياسي المدّاح.

فهذه المصيبة تحتاج الى لطم على الرأس؛ فالسياسي المدّاح قد فشل في خدمة جمهوره، وتركهم للعوز والفقر والبطالة والسكن العشوائي وغلاء الأسعار، وانبرى يمدح سياسي آخر لأن الأخير نجح في مهمته!.

هذه الخلطة الغريبة من المواقف قد تمر على أغلب المواطنين وسط ذهول واستغراب وألم دون أن يقفوا كثيرا عند اسبابها، لأنهم مصدومون من أداء من كانوا ينتظرون منه الدفاع عنهم وإذا به يدافع عن سياسي مثله.

ببساطة  ان هذه المواقف وحفلات المديح والثناء والردح هي بدايات لصفقة سياسية يراد لها أن تتم لاحقا، ويحاول الطرف الأضعف فيها أن يثبت حسن نواياه للطرف الأقوى بسيل من المديح والثناء.

فاعلون أساسيون في الساحة الشيعية ما عادوا يعولون على جمهورهم الشيعي في الوصول الى السلطة لأنهم فشلوا في خدمة هذا الجمهور؛ بل إنهم خذلوه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

لذا هم ينتظرون من "حلفاء" لهم من السنة والأكراد القيام بدور الرافعة ليوصلوهم الى السلطة بذريعة التوافق أو الفضاء الوطني.

ويكفي هنا ان تحصل كتلة المدّاح على 20 مقعدا وقبولا من كتل سنية وكوردية لتكون مشاركا فاعلا في السلطة بدعم من رافعة الفضاء الوطني.

وبالتأكيد فإن وصول مثل هذه الكتلة الشيعية الى السلطة بهذه الطريقة لن يكون نافعا لجمهور الوسط والجنوب.

 لأنها ببساطة ستكون رهنا لاشتراطات كتل أخرى ولن تكون قوية بجمهورها، وهذا يجعلها تنصاع لما تريده الكتل الأخرى"الرافعة" ولو على حساب جمهور الوسط والجنوب والله المستعان واليه المشتكى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك