المقالات

الانهيار..!


 

عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

في مثل هذه الايام من عام 2003 كان  عنوان المشهد العراقي هو "الانهيار التام" فالمشاعر  مزيج من الخوف والقلق والترقب وانتظار المجهول .. لااحد يعرف مالذي يجري .. ولا مالذي سيحدث .. في النهار ترى الناس يتراكضون،  لتامين مستلزمات حياتهم اليومية،وفي الليل يلف الظلام الأجواء،  تبدده بين لحظة واخرى اصوات القاصفات الامريكية ولميض انفجاراتها المرعبة!.. في النهار يتجول (الرفاق) مهددين متوعدين  !!.وفي الليل يتوارون عن الانظار !! ..الإذاعة والتلفزيون والكهرباء اختفت! .. العواصف الترابية كانت على اشدها محدثة رعبا اضافيا !!.."ابن منگاش" يسقط  طائرة "اباتشي" هناك في  طويريج بسلاح "البرنو" الفتاك!! الأمريكان يدخلون  الناصرية ويتجهون  الى النجف .. ام قصر مازالت تقاوم .. بغداد تتعرض لقصف عنيف ..  الناس شاهدوا  "المارينز"، يتجولون في الشوارع  !!وهاهم يظهرون في كربلاء .. الحلقة تضيق حول بغداد .. مظاهر الرعب والخوف تزداد .. "الرفاق" ومعهم بعض المتطوعين العرب ينشرون الرعب بين الناس ، جسر المسيب ينتحر في نهر الفرات  !!.طائرات "الابتاشي" تظهر في الاجواء  على شكل مجاميع وهي تمشط الازقة لتامينها  ..

نهار بغداد صار  مثل ليلها يلفه الظلام الدامس، بسبب النفط الأسود المحترق ، والقصف الجوي العنيف ، القيامة اوشكت ان تقوم ..

 "قوات التحالف" تخوض معركة عنيفة قرب مطار بغداد مع قوات الحرس الجمهوري، و تتقدم صوب قلب العاصمة .. محمد سعيد الصحاف   يتحدث عن  معركة حاسمة تنتظر "العلوج"، وستتم ابادتهم لتجرأهم على بغداد !!! .. اخبروه  ان معركة تدور رحاها بالقرب من جامع ام الطبول .. قال ان الامريكان ينتحرون .. قالوا له ان دبابتين امريكيتين عبرتا جسر الجمهورية من الكرخ الى الرصافة .. قال سنعالج  الامر بسهولة !!! احدى الدبابتين توجه قذيفة  الى فندق "شيراتون" الذي كان يقيم فيه الصحاف والصحفيون .. فلم يسمع احد تعليقا للصحاف، فقد اختفى الرجل،  ولم يشاهده احد بعد تلك القذيفة !، ومعه اختفى كل القادة (الاشاوس) تاركين بغداد واهلها، يواجهون العلوج لوحدهم !! .. اما الناس في المحافظات الاخرى التي انتهى منها الامريكان فقد بدءوا يشعرون بشيء من الهدوء الحذر.

في التاسع من نيسان بدأت الصور والاخبار تاتي من بغداد .. فقد سقط تمثال صدام الضخم في  ساحة الفردوس، ليكون ذلك إشارة  بانتهاء اللعبة  ، لتبدأ مرحلة جديدة ، لم يعرف احد ملامحها.

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك