المقالات

من يعرف الصهيونية يرفض التطبيع

1364 2021-04-06

 

حافظ آل بشارة ||

 

الشعب العراقي لديه ثوابت دينية واخلاقية تشكل بمجموعها هويته الحضارية الخاصة ، وهذا الشعب يعد معاداة الصهيونية جزء من هويته الدينية وثقافته الثابتة ، ومعروف ان الصهيونية مرفوضة لدى كل شعوب العالم ، لانها نظرية عنصرية متطرفة ترى ان اليهود سادة العالم ، وان الغرباء (الغوييم) من غير اليهود هم بشر من الدرجة الثانية ، ويجب ان يكونوا مماليك وخدما لليهود ، هم عبيد ونساؤهم اماء ، ولدى الصهاينة طقس يتناولون فيه الفطير المقدس وهو خبز خاص معجون بدماء (الغوييم) ، هم مبغضون لبقية البشر ، ولديم التوراة والتلمود ابرز كتبهم التي خضعت للتزوير والاختلاق وهي مشحونة بالخرافات الدينية والاستعلاء والعنصرية والحقد على البشرية ، ولديهم مخطط مستمر لاحتلال العالم ، ودم الغرباء عندهم مهدور ، ونجمة داود البلشفية السداسية مكونة من مثلثين منطبقين بشكل معاكس ، هذه النجمة ترمز الى العقيدة الصهيونية ، فالمثلث الاول رأسه الى الاعلى ويمثل روح اليهود وهي العليا ، والمثلث المقلوب رأسه الادنى في النجمة ويمثل روح الغرباء وهي روح منحطة ، وبقية زوايا المثلث معناها ان مادة اليهود وطاقتهم قليلة ومادة الغرباء وطاقتهم كبيرة فعلى اليهود اذن استخدام طاقة الغرباء ومادتهم من اجل الحياة والهيمنة .

اسرائيل بنيت على هذه العقيدة وهي تفكر دائما باخضاع الغرباء وسلب مادتهم وطاقتهم واستعبادهم ، وما صفقة القرن والتطبيع الا مراحل محسوبة في مسار الهيمنة اليهودية ، حتى تتحقق نبوءة من الفرات الى النيل ، فهم الآن في طريقهم للاستيلاء على نفط الخليج ، ومن قبل زحفوا الى سهول السودان الخصبة ، وامسكوا بمنابع نهر النيل واخترقوا اثيوبيا ، ولا يستبعد ان تقع منابع دجلة والفرات بأيديهم من خلال وجودهم في تركيا وكردستان ، اسرائيل حاليا تقود الحكام العرب وترسم سياساتهم .

الصهيونية لديها عقدة رعب من الشيعة والمهدي المنتظر وايران والعراق ، ويعتقدون في النبوءات ان نهاية كيانهم تكون على يد الملك المشرقي المسلم الذي يجتاح مدنهم ، ولأن المهدي مذكور في التوراة فقد حوروا صورته الى الملك اليهودي من نسل داود الذي ينقذ اليهود ، فالمنقذ اليهودي هو نموذج المهدي عندهم ولكن برواية مقلوبة ... الخ

الشعب العراقي يعرف من هم الصهاينة ولا يريد التطبيع معهم ، يعرفون ان اسرائيل عندما تطبع مع شعب تحتله وتسرق ثرواته وتحتقره وتذله وتمزق هويته وتحوله الى بهائم ، اسرائيل تحتقر الجميع ولا يمكن لأي شعب ان تكون له رغبة التطبيع معها ، اسرائيل لديها فريق من العملاء في كل بلد عربي واسلامي يقوم بتلميع صورة الكيان الصهيوني ، ويشتم الوطن والدين والقيم ويشجع على التطبيع ، هذه الفرق مكونة من ساسة ومفكرين ومدونين ، اما الحكام العرب فهم يطبعون تحت التهديد ومن لا يطبع يفقد منصبه ، وهم يكرهون اسرائيل وهم اعرف منا بالحكاية كلها ، لكن حب الكرسي اسكتهم فحب السلطة خطيئة تجر خطايا .

في العراق ، ساهمت النخبة السياسية ذات الاغلبية غير المؤهلة في توسيع وتعميق كل ماورثته من النظام السابق من فساد وفشل ولا ابالية اصابت الشعب بصدمة ، هذه الصدمة جعلت مناعة الناس تجاه التطبيع ضعيفة ، لكنهم في كل مكان يعلمون ان التطبيع معناه العبودية للصهاينة وهو بلاء شديد لا يقارن بعواقب الفشل والفساد الوطني القابل للاصلاح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك