المقالات

أنظمة وجماعات لا تتعلم أبدا..!

1444 2021-04-06

 

✍🏻 عبدالملك سام ||

 

تآمروا على القضية الفلسطينية ، وهاهي الأفاعي تلدغ بعضها .. بعضهم تآمر بدافع الخوف من أمريكا ، أما البعض الآخر فقد تآمر لأنه يريد ذلك من صميم قلبه ، فهو إما يفعل ذلك حفاظا على تراثه الأسري الخفي المرتبط باليهود ، أو بسبب ضعفه وظنا منه أنهم بهذا يحافظون على "عروشهم وكروشهم" كما قال ذات مرة المتحدث باسم السياسة الخارجية الإسرائيلي باللغة العربية الفصحى بعد أن قال بأنهم "سيحضرون" مؤتمر صفقة القرن "وهم صاغرون"

لا أذكر بالضبط من الذي قال أن القضية الفلسطينية رافعة وخافضة ، وأعتقد أنه الراحل محمد حسنين هيكل ، ولكن ما يحدث ينبئ على صحة هذه العبارة ؛ فكل من جعل فلسطين نصب عينية كقضية مركزية للأمة نراه وهو يعلو مقاما وقوة ، والعكس صحيح ، وتلك الأنظمة التي التزمت الصمت أو تآمرت على القضية الفلسطينية نراها تتخبط وتهوي كلما أزدات بعدا عن فلسطين والقدس .

ما يحدث في الأردن هو أحد صور هذا التضعضع ، فهذه ليست المرة الأولى التي تتورط فيه أنظمة العمالة بمحاولات زعزعة أنظمة حكم المفترض أنها حليفة أو مرتبطة بمعسكر الشر الصهيوني ، فقد حصل هذا سابقا في المغرب ومصر ولبنان وعمان وغيرها . نجحت بعض هذه المؤامرات في تحقيق أهدافها ، وفشل بعضها الآخر ، والمشكلة أن هؤلاء لا يتعظون ! بل نراهم يرتمون أكثر في حضن العدو الصهيوني أكثر بعد أن ضاعت البوصلة ، وما عادوا يستطيعون التفريق بين الصديق والعدو !

اليوم ألقت أمريكا بالطعم للإخوان مجددا ليكونوا يدها في تنفيذ الإنقلاب على النظام الأردني ، وهو إنقلاب قد يكون السبب فيه هو تأديب الملك الأردني الذي أظهر خضوعا أقل من النظامين السعودي والإماراتي ، أو ربما أن المرحلة تتطلب أقصاءه لأنه بات عاجزا عن تقديم المزيد من التنازلات ، أو أي سبب آخر . لكن المثير للدهشة والشفقة هو أن هذا النظام فاجأنا بأن رمى بنفسه في أحضان الأمريكيين هربا من الإخوان ، والذين بدورهم لم يتعلموا شيئا مما جرى لهم سابقا على أيدي الأمريكيين ، فمصيرهم ما كان ليكون أفضل مما حصل معهم في مصر بالأمس القريب

هذا التخبط هو السمة الرئيسية لكل أولئك الحمقى الذين ظنوا بأن لجوئهم وتقربهم من أعداء أمتهم يمكن أن يحميهم من عقاب الله وينجون بفعلتهم ! وللأسف ، لا شيء قادر على جعل هؤلاء يبصرون إلى حقيقة موقفهم وما سيؤول اليه مصيرهم ، وسواء نجى النظام الأردني من الإخوان ليسقط بيد الأمريكان ، أو نجح الإخوان في أزاحته ليأتي الأمريكان فيما بعد بمن يزيحهم ، فكل الطرق تقود إلى ذات المصير ، وسيدخل الأردن في دوامة لن ينجو منها إلا بوعي الشعب العربي المسلم هناك ، ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك