المقالات

أم الأعياد..!

1280 2021-03-20

 

د. نعمه العبادي ||

 

جزى الله (أنا جارفيس) على قدر نيتها، فهي التي أسست لهذا العيد، وأحتفلت  بذكرى والدتها في أول عيد للأم عام ١٩٠٨، ثم أنشأت الجمعية الدولية لعيد الأم عام ١٩١٢، وهكذا تم أعتماد عيد جارفيس بشكل رسمي، ليصبح يوماً عالمياً للام في معظم دول العالم.

في (عقيدتي المعرفية)، يناظر حب الأم حب الإله، فكلا الحبين، يمثل تجربة شخصية فردية، لا يمكن تعميمها، ولا حتى توصيفها ونقلها، ولا الحديث عن تعليمها للآخرين، وهذه الفردية تنطبق حتى على الأخوة أنفسهم من أم واحدة، فلكل منهم قصة حب خاصة بطعم مختلف، وكما، ان الطرق إلى الله بعدد انفاس الخلائق، والتي تعني بعبارة أخرى، ان سبل الوصول إلى الله جل وعلا (معرفة وحباً) بقدر عدد الخلق من أولهم إلى آخرهم، فكذلك حب الأمهات بعدد أنفاس الخلائق، فمع وحدة الأم يتعدد الحب ب (لونه وطعمه وخصوصيته وأثره وتأثيره ومحتواه)، وهذا لا يتناقض مع إمكانية حب الأم لأولادها بحب واحد، وربما يتساوي ويتشابه حب أكثر من أم لأولادها على شكل واحد، وكذلك الله جل وعلا (يعرف ويحب) خلقه بطريق واحد، ولكن الاختلاف يقع لجهة الطرف الثاني (أي جهتنا نحن الخلق)، لذلك قال للجميع بدون إستثناء (إني قريب.....).

وفي (عقيدتي) إيضاً، ان نداء الأم العراقية الجنوبية ندبة لولدها (الصغير او الكبير، الولد أم البنت) حين يقع في خاطرها، قد مسه مكروه او تخشى عليه من خطر ما او هي في لحظة شوق له، قائلة "يمه أبني" أو " يمه وليدي"، هي اقدر جملة في اللغات كافة، والتعابير اجمع، على حمل طاقة تعبيرية دلالية، واحساس نفسي مشبع بعمق غير متخيل لمكانة هذا التعبير من روح وقلب وذات قائلها، والتي تصف بأختصار مكثف اعلى درجات التكثيف، هذا الترابط العجيب، الذي يترجم إلى كل اشكال الفناء الذي تتلذذ به الأم من اجل اولادها، وعلى رأس هذا الفناء، الشعور العميق برغبة (اظهار صورة الولد في مقابل اخفاء صورتها).

لا اجد عبارات تليق بالحديث عن مكانة الأم، ولا كلمات تناسب تقديم التحية لها في كل يوم، فوجودها في حياة أبنائها في كل يوم عيد، والنظر إلى عينيها عيد، ولمس كفها عيد، وسماع صوتها عيد، واكبر الاعياد الارتماء في احضانها مهما بلغ بكم العمر.

اركضوا الآن فوراً، وألقوا بأنفسكم في احضان امهاتكم، لا تقلقوا من كورونا وغيرها، فأحضانهن شفاء، واطلبوا منهن، أن يلمسن وجوهكم، ويلعبن بشعركم، ويدعكن فروة رؤوسكم..

اركضوا الى امهاتكم، وقبلوهن في كل موضع منهم، قبلوا ايديهن واقدامهن، وضعوا اكفهن على وجهكم، واما نحن الذين ودعناهن بطرق مختلفة، وغادرن الدنيا رحمهن الله، فليس لنا إلا ان نقبل ذكرياتهن، وبقايا عطرهن، وآخر صوت لهن، وندعوا الله مخلصين، ان يرضين عنا وهن في قبورهن..

اسمحوا لي ان اعتزل جمعكم لثوان، وأخاطب أمي..

أواااه يا أمرأة.. الأماكن كلها تسألني عنك...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك