المقالات

مفتاحُ البوَّابة الدولية وليس كُوَّةَ كُوخ(شيعة العراق)

1447 2021-03-18

 

حازم أحمد فضالة ||

 

    نحن نقول (شيعة العراق)، ولسنا نؤمن بالتجزئة الجغرافية للشيعة، إلا أنَّ قومنا كونهم يمثلون الحلقة الضعيفة في شيعة غرب آسيا؛ أُرغِمْنا لهذا الاستعمال المناطقي!.

    شيعة العراق، ما لم يقرأوا خارطة التوازنات والمتغيرات في غرب آسيا؛ فإننا لا نعتقد أنهم سوف يقفون على البداية الصحيحة لوضع الحلول، ونقل البندقية إلى الكتف المناسب.

    اللهجة السياسية العالمية بدأت تتغير، ونقصد بذلك: أميركا بصفتها قائدة معسكر الغرب المتطرف المستبد، روسيا والصين بصفتهما معسكر الشرق المعتدل، ومظلة القانون الدولي.

محطات:

١- في عام 2011 أي: بداية الحرب الأميركية على سورية، السيد المالكي (رئيس الوزراء السابق) رفض تلك الحرب رفضًا قاطعًا، وأبلغ الجانب الأميركي بأنه مستعد لقيادة الجيش العراقي والقتال مع الجيش السوري ضد الجيش الأميركي؛ لمنع إسقاط الدولة السورية.

    والخطوة الذكية التي أقدم عليها السيد المالكي أنه طلب من روسيا استخدام (حق الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار من شأنه إسقاط الدولة السورية أو ضرب شرعيتها، وروسيا كانت قد تلقت الرسالة بالإيجاب.

٢- قبل بضعة أشهر كانت روسيا قد أرسلت بدعوة للسيد المالكي لأجل زيارتها، أي: في أثناء حكومة الكاظمي، وهذا مؤشر على جديَّة روسيا برغبة حقيقية أن تتعامل مع (عراق مستقر)؛ تستطيع تشبيك مصالحها الاقتصادية والسياسية معه، وليس عراقًا أميركيا.

٣- السيد المالكي، كذلك قبل أكثر من شهرين طلب من روسيا التدخل في مجلس الأمن الدولي لمنع أي قرار يفوِّض الأمم المتحدة أن (تُشرِف) على الانتخابات العراقية، حتى وإن تطلَّب ذلك استخدام (حق الفيتو) بواسطة روسيا، وكذلك كانت روسيا تلقت الطلب بالإيجاب.

    اليوم مع الضعف الأميركي في داخل أميركا، وفي غرب آسيا، وفي العالم؛ نجد بأنَّ الشيعة (الإسلام السياسي) بحاجة إلى:

(تنظيم لجنة تنبثق من الإطار التنسيقي للتواصل مع دولتَي روسيا والصين)؛ لضمان الحماية القانونية الدولية، من أي قرارات تُفرَض من قِبَل دول الاستكبار: أميركا، بريطانيا، فرنسا، ضد العراق وشعبه، وهذه الخطوة ليست مجانية من طرف واحد، لكنها تُبنى على أساس المصلحة المشتركة:

أولًا: الصين وطريق الحرير الذي يمر خلال العراق، والاتفاقية الصينية مع العراق والجمهورية الإسلامية، التي يمكن تفعيلها وربط الاتفاقيتين بمشاريع إستراتيجية مشتركة.

ثانيًا: روسيا ورسوخها الاقتصادي في سورية، ومصلحتها ومستقبلها على المتوسط، وخطوط النفط العراقي: كركوك - بانياس، كركوك - طرابلس، سورية ولبنان، كذلك عقود التسليح العسكري الروسي التي يحتاجها العراق، وخطوط الاستثمار والطاقة التي تمر عبر الجمهورية الإسلامية والعراق إلى سورية ولبنان، أي: البحر المتوسط.

    وما يحتاجه الإسلام الشيعي السياسي اليوم هو مغادرة الجبهة الأميركية والبريطانية، والتوجّه قطعًا نحو هذا الثلاثي الصاعد أصلًا في مواجهة أميركا، يحتاج الإسلام السياسي في العراق الخروج من مفهوم (كُوَّة الكوخ) إلى (مفتاح البوابة الدولية).

    التوازنات اليوم صار يرسمها محور المقاومة؛ وهذا باعتراف روسيا بعد الضربة الإيرانية المدمرة لقاعدة عين الأسد، ولأجل ذلك فإنّ المطلوب من شيعة العراق هو النظر إلى: التفوق لأنصار الله في اليمن، حزب الله في لبنان، التقدم الكبير للدولة السورية ضد المحور الأميركي، حتى غزة - فلسطين فرضت حظرًا جويًا على المُسيَّرات الإسرائيلية في سماء غزة، أمّا الحديث عن تقدم الجمهورية الإسلامية فهو فوق مستوى هذا المقال؛ لأن الجمهورية الإسلامية هي أساس هذه المتغيرات كلها.

    المقاومة في العراق قوة ضاربة، وهي في حسابات سماحة سيد المقاومة (نصر الله) تعادل جيوش دول الخليج كلها؛ عندما خاطب الخليج وقال لهم: لو لا الحشد الشعبي لكانت (داعش) في قصوركم الآن!.

    ولهذا فإنّ (الإسلام الشيعي السياسي) يُغيِّر من آلياته القديمة في العراق، ويبدأ بحركة عالمية نحو تلك الأقطاب الثلاثة، ويفرض على الأميركي والخليجي مفاوضات تحت الضربات الموجعة، وليس في ظروف الراحة التي لا تنتج غير التراجع والخذلان والكذب.

    هذه خارطة التوازنات، ومن يخرج عليها يخرج من دائرة التأثير إلى دائرة الوهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك