المقالات

إصبع على الجرح..ما بين الحمار والمستحمر..!

1919 2021-03-03

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

رغم إن الله خلق الحمار ليكون في خدمة الإنسان فيمتطيه ويحمل عليه أثقاله ويتنقل عليه ويجر عربته والحمار لا يكل ولا يمل ويتحمل ويصبر ويصابر حتى لقبّوه ب(أبو صابر) .

هذا المخلوق المسكين والمظلوم صار يؤخذ مثالا للبلاهة والغباء فيقال عن الطالب الكسول مثلا إنه كالحمار او باللهجة العراقية (مطي) وكذلك يصف الناس الطبيب الفاشل او المهندس الغبي او الزوج الأبله أو المسؤول الفاشل والمدير الفاشل فكل هؤلاء ينالون وصف الحمار بغالبية الأصوات وإجماع الآراء وإتفاق ذوي العقل من كل المذاهب .

 كل ما نعانيه اليوم من فشل الفاشلين وفساد الفاسدين ونفاق المنافقين وكذب الكذابين هو خلاصة ما يقوم به البعض من الحمير الذين تبوأوا مواقع المسؤولية سواء اكان ذلك الحمار رئيسا أو نائبا او وزيرا أو مدير أو في أي موقع كان في دولة اللادولة .

لكن ما نعانيه اكثر ويؤذينا أكثر ويخيفنا أكثر هم اولئك المستحمرين الذين يصفقون للحمار ويطبلون له ويرقصون له وينشدون ويعزفون ويمدحون ويدافعون عن الحمار حد الموت.

هؤلاء هم أخطر علينا وأشد فتكا وضررا فالمستحمرون أشد ايذاءا للبلاد من الحمار الذي استحمرهم لكننا نجد بعضهم  يصفقون مع كل حمار  وهؤلاء لدققت فيهم لوجدتهم اغبى من الغبي وكما يقول صديقي فالغباء في عقولهم أصيل متأصل متعوب عليه وإذا كان بالأمكان ان نتخلص يوما من حمار من اؤلئك الحمير الذين ابتلانا بهم القدر  فليس من السهل أن تنغاضى او نتجاهل او نتخلص من المستحمرين .

أخيرا وليس آخرا أقدم اعتذاري للحمار ذلك الحيوان الصبور فهو اشرف  وانبل بكثير من اولئك الذين نالوا لقبه وهو مظلوم بهذه المقارنة ، فلم نرى يوما حمارا فاسدا او سارقا كما لم نرى حمار يغدر بأخيه او يخون العهد والأمانة ولم نرى حمارا يرتشي او يزني كما لم نرى يوما حمارا يقتل حمار او يبيعه وحين دعا النبي نوح عليه السلام المخلوقات ان يركبا السفينة قبل الطوفان  صعدت جميع الحيوانات ازواجا ازواجا من دون دعوة او رجاء الا الإنسان الذي بقى نوح عليه السلام يدعوهم 950 سنة لم يصعدوا الا بعد وعد ووعيد وتهديد وبقي اغلب القوم ومنهم ابن نوح الذي قال اني سآوي الى جبل يعصمني . فكان من الغارقين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك