المقالات

ضيفٌ ذو بَصيرة..

1063 2021-02-17

 

مازن البعيجي

 

جاءَ متأخراً على العزاءِ لعائِلةِ شهيدٍ عراقيٍ قد استُشهِدَ في أحدِ جبَهاتِ الصراعِ مع داعشِ المدعومةِ خليجياً ، وبالأخصِّ من السعوديةِ التّي تَتبنّى دعمَ داعشْ والنُّصرة والقاعدة في كلِّ مكانٍ ، ويستهدفُ ذلك الصراعَ الشيعةَ في كلِّ مكانْ!!!

وَصلَ هذا الضيفَ وقَدَّم واجبَ العزاءِ ، وباتَ ليلتَهُ معَ أَهلِ وعشيرةِ الشهيدِ يتكلَّمُ عنْ قيمةِ الشهيدِ ، وأيُّ فَضْلٍ لأُسرتهِ الصابرةُ المحتسِبةُ ، ثمَّ نامَ عندَهُم.

وفي الصباحِ كالعادةِ إكرامُ الضيفِ في الافطارِ الصباح ، وكانَ إخوةُ وأولادُ عُمومةِ الشهيدِ وأحدِ أبنائهِ حاضرٌ معَ الضيفِ ، ولكنْ تعجَّبَ الضيفُ عنْدَما وجَدَ مائدةَ ( الريوگ ) كُلَّها مُنتجاتٌ سعودية! من جبنةِ المراعي وإلى حليبِ المراعي وهكذا تعجَّبَ! وقال: إخوتي ! لحظة قبْلَ البَدْءِ بالأكلِ!

أينَ أستُشْهِدَ ولدكُم رحِمَهُ الله تَعالى؟!

قالوا : في جبهةِ المواجهة ،في المكانِ الكذائي!

 فقال: ومَنْ برأيكُمُ القاتِلْ؟!

قالوا: داعشْ

قال: طيِّبْ وداعشُ منْ خلْفَها؟!

قالوا: الخليجُ والسعودية!

لكنَّهُم أحَسّوا بالحرج لأنهم وعرَفوا مقْصدَ الشيخُ الأربعينيُّ الذي عابَ عليهِم تصرّفَهُم في دعْمِ المُنتَجاتِ السعوديةِ والتي هيَ بالأساسِ أموالٌنا التي ترسِلُها السعوديةُ الى داعشْ،بعدَ استهلاكِنا لمنتجاتِهم!!!

ولعلّ الأعمّ الأغلب من الناس غافلينَ عن هذه الحقيقة.

وواصلَ الشيخُ الضيف: هلْ يُعْقلُ أن أساعِدَ مَن قَتلَ وُلْدي وأبناءَ جِلْدَتي!؟

 هلْ تعلمونَ أنَّنا بِهذا الفعْلِ نَشْتَري أسلحةً لداعشَ لتَقْتُلَ أولادَنا

نعم!! تأكّدوا أن هذه هي الحقيقة! وهذا مُنتهى فَقْدُ البصيرةِ وعَدَمِ الوعي، وأنَّ الجهاتَ الحكوميةُ التي تسمحُ بدخولِ هذهِ المُنتجاتُ هيَ تُكَرِّمُ منْ يقْتُلُ أبنائُنا وتدْعمَهُم إقتصادياً حتى يُوغِلوا في قتلِنا .

حقًّا إنّها رزيةٌ أن يفقدَ الشعبُ البصيرةَ وتكونَ الحكومةُ قاتلةٌ بهذا التصرّف الناعم!

إنّ ما يَجري، هو جزءٌ كبير من مؤامرةٌ أكبر ، يُساهِمُ بها كلِّ تاجرٍ ومسؤولٍ ومُطَبَّعٍ معَ آلِ سعود بل كلُّ منْ يُسهِّلُ لهُمْ دخولَ واستهلاكِ بضائعَهُم،ومَن يُهَيّأ لهمُ الأجواءَ هو شريكٌ في دماءِ أبنائِنا من حيثُ لايشعرون!!!

ثمَّ نفَضَ يَدَهُ وقال : لا باركَ اللهُ بي إنْ أدخلتُ في جَوفي لُقمَةٍ من صُنعِ أعداءِ الإسلامِ المُحمَّديِّ الأصيل ، الحسينيُّ المقاوم،  ولا يمكنُ أن أشتركَ بقتلِ وُلَدِكُم أو أيُّ وَلدٍ من أبناءِ الشيعةِ في اليمنِ أو نيجيريا أو البحرين أو غيرِها ممَّنْ تستهدِفُهُم مملكةُ آلِ سعود الوهابيةُ القذرة!!!

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) الحشر ١٨

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك