المقالات

لماذا فقد أغلب العراقيين الثقة بالعملية السياسية؟!

1194 2021-02-11

 

عباس سرحان ||

 

تراجعت ثقة المواطنين بالعملية السياسية والانتخابات خاصة لأربعة من الأسباب المهمة، الاول: أن الانتخابات في 2018 شابها تزوير فاضح وقامت جهات متهمة بالتزوير بحرق صناديق الانتخابات للحيلولة دون إعادة فرزها، وأجبرت الكتل السياسية على الإذعان للنتائج المزورة والسكوت وتمشية الامور.

وهذه الحادثة وحدها أعطت رسالة سلبية للناخبين مفادها أن العراق يحكمه منطق الغابة والسيادة فيه للأقوى والأعنف.

والسبب الثاني: أن مخرجات الانتخابات بشكل عام لاتعكس المزاج الانتخابي  ولا تلبي رغبة  الأغلبية من الناخبين إنما تعتمد المحاصصة سبيلا لتشكيل الحكومات بعد الانتخابات.

 ففي 2014 حصد نوري المالكي اعلى نسبة أصوات تؤهله لخوض مفاوضات تشكيل الحكومة، وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات كبيرة للغاية.

لكن الذي حصل أنه لم يُكلف بتشكيل الحكومة، خلافا للدستور، وتم تكليف حيدر العبادي وهو لم يفز بالانتخابات وشكل حكومة توافقية بعد استبعاد الفائز الاول وقد بدا وكأنه لم يحصل على شيء، وتم تجاهل أصوات ناخبين مثلوا 91 مقعدا نيابيا.

السبب الثالث المهم في تراجع ثقة العراقيين بالعملية السياسية يعود الى التدخلات الدولية والاقليمية في الشأن العراقي، والتي  باتت قوية الى الحد الذي جعل المواطنين العراقيين يعتقدون أن بلدهم محتل فعلا ولايملك قراره السياسي وهو منقوص السيادة ولا فائدة من الانتخابات.

أما السبب الرابع فليس بعيدا عن الظروف المعيشية والخدمية للمواطنين، إذ من المعلوم ان المواطنين في اي بلد ينتظرون من حكوماتهم تحسين ظروفهم المعيشية والخدمية.

فإذا ما عجزت هذه الحكومات عن تلبية حاجات الناس الأساسية وترافق ذلك مع انتشار الفساد وغياب التوزيع العادل للثروة، فمن البديهي أن اهتمام الناس بالعملية السياسية يتراجع  ولايبدون تعاطفا مع الطبقة السياسية.

هذه اهم الاسباب التي جعلت الناخبين لايثقون بالعملية السياسية ولا بالانتخابات وتتحمل معظم الكتل السياسية وزر هذه الخطيئة الكبرى  التي ارتكبتها بحق الدولة العراقية.

ومن المهم بمكان أن تعمل القوى السياسية الوطنية على اعادة ثقة الناس بالعملية السياسية والانتخابات خاصة، من خلال احترام حقوق ناخبيها وعدم المساومة عليها، وإن بدا هذا صعبا للغاية في المرحلة الحالية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك