المقالات

نحو دولة الفقيه ..!

1130 2021-02-08

 

مازن البعيجي ||

 

كل مؤمن حرّ ، مستضعَفًا كان أم  شجاع ، تجدهُ أبيًّا لا يقبل تسلطَ أحدٍ عليه ، ولا يقبل الخنوع والخضوع ، بل كلّ جياناتِهِ موسومةٌ بالعزة والكرامة والإباء ، لا قرار له في دولة الظالمين ،ولااستقرار مع الدول التي تعبثُ بمقدّراتها سفارات الأستكبار والصهيونية العالمية والصهيووهابية وأمريكا المتجبرة!

فلا قرار للأحرار حينما لايمتلكون القرار وقد صُودِرتْ حريّاتهم، لكنهم  يتطلّعون بشغفٍ ويبحثونَ عن أرواح رحيمة لاتقلّ إباءًا وغيرة على المحرومين والمستضعفين لينوبوا عنهم في مطالبةِ الحقوق، واستعادة الكرامة المهدورة، فيرفعوا صوتهم معرّفين العالم أجمع بمظلومية الكثير من الشعوب المحرومة ، وتلك حالة طبيعية ، ولعلها إحدى المعاناة المرتبطة بعزة الشعوب الحرّة وإنسانيتها المضطهدة.

حتى بزغَ فجر ٢٢بهمن المبارك من (عام ١٩٧٩) بأطلالتهِ العلوية الخمينية ، لينشر شعاع الأمل في نفوسٍ طالما تاقت الى أنفاس الخلاص ، الى مخلِّصٍ قرأت عنه في طيّات الكتب والاوراق الصفراء العتيقة، قصة تحكي عن رجلٍ رحيم سيمدّ مستضعفي العالم بالعون ، ويردّ سطوة الأضطهاد عنهم ،فيحقّق بعض الأمل ، ويفضح حقيقة الطغاة والمتجبرين ،ويزيح النقاب عن الوجه الحقيقي للاستكبار العالمي سيما الشيطان الأكبر ليتضح زيفُ الحرية والديمقراطية!! فالبعض من العالَم المستضعَف لا يعرف تفاصيلَ الرجل الخمينيّ، والبعض الآخر قرأ عنه وتابعَ اخبارهُ عن طريق وسائل الإعلام السمعية والمرئية!

وقد عرفوه وعرفه الجميع ، لاسيما المتطلعينَ الى نور الرحمة والشفقة،إنّهُ الخُميني ! الذي وَطَأَ ديار الظالمين بمِعوَلِ الإيمان والثقة بالله سبحانه وتعالى وأخذ يهدُمُ قلاع الظالمين الفراعنة، ويَهزم العملاء والمتستّرينَ بلباسِ الدين والوطنية، ليَبدأ من قلب إيران التي سيطرت عليها قوى النهب للخيرات والموارد سنينَ عجاف، وعاثت في الارض فسادا ، محاوِلةً إلغاء ، حضارتها الأصيلة، وثقافتها النبيلة ، أملًا منها أنها قادرة على نزع ذلك الحبّ المتجذّر في قلوب الإيرانيين ، وإخماد جذوة العشق التي ألهبَها عشق النهج الحسيني ، حسين المقاومة والجهاد في سبيل الله تعالى ، حتى تحقّقَ وعدُ الله تعالى ، وما همسَت به الروايات الشريفة ،لتصبحَ إيران عشَّ آل محمدٍ كما قال مولانا الإمام الكاظم "عليه السلام" ، عشٌّ تسهر فيه الأطيار معتكفةً على تربية صغار الطيور ، عقائديا وفكريا حتى ينمو لها جناح القدرة على الطيران والمواجهة في عالَمِ تُحلّقُ فيه الصقور التي وظيفتها الخراب!

واليوم وقد بلغَت تلك الدولة عامها ال ٤٢ وهي ترفل بالعز والكرامة والفخر والاستغناء عن كل شيء  يجعلها رهينةَ الخضوع للمستكبر! ، فما كان ممّن كانوا يرقبون الأفق بانتظار هلالها ، حتى يلتحقوا بركبها، وفعلا ! هرولَ نحوَ ساحتِها المترامية الأبعاد ، بشرٌ كثير ومجاهدين كثُر من الذين ينشدونَ الإنتظام والتوجيه الواعي ، والتخطيط المستقيم ، لتستقيمَ خطوات جبهة الحق والمواجهة في صفوف عشّاق الدفاع عنِ الحقِّ والإنسانية حاضرًا ومستقبلًا ،

وتلك الأمثالُ حاضرةً بيننا ، لنرى حزب الله لبنان ، وانصار الله اليمن، وحشد الله العراق ، وفصائلَ حرّةٍ شريفة مقاوِمة من فلسطين والبوسنة ونيجيريا وافغانستان والباكستان والبحرين وسوريا ، بل وفنزويلا وغيرها ممن وجَدَ في "دولة الفقيه" ملاذا وكهفا حصينا ، ولازالت الجماهير تستعد ، لتخلُقَ أمّة تتجهَّز للّحوق بالركبِ المقدّس وهي تشقُّ عبابَ بحر المصاعب وسطَ أمواج انواع البلاء بهدفِ تسليم الراية الى حضرةِ ذلك المنقذ الموعود ، والذي مهّدَ له الأرض نائبهُ التقوائيُّ العظيم بجنوده وجماهيره العاشقة ، ولازال الركبُ يتقدّم والسفينة تجري في البحر بقيادة ربّانِها الخامنئي، متواصِلًا الجهود المتظافرة في حركة التمهيد ليُهَيّئ الأرض بقدراتٍ وإمكانيات متطوّرة تُرهِبُ عدوَّ الله بما يليق بحضرةِ القائد الأقدس أرواحُنا وأرواح العالمين له الفداء.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} سورة الأنفال: 72

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك