المقالات

قيود كسرتها السماء !!


محمد حسن الساعدي||

 

لابد لنا ونحن نتحدث عن امة من الأمم أن نتذكر رموز هذه الأمم ، والمؤثرين في مسيرتها سواءً في الجانب السياسي أو الديني، لان قيمة أي امة تعتمد على هذه الرموز،لذلك عمدت الأمم الحرة إلى إحياء واستذكار عظمائها واستذكار مواقفهم البطولية التي سطروا فيها مراحل ويوميات تاريخ الأمم.

هنا لابد من تساؤل : هل الشهيد زاهد في الحياة يائس منها ؟ هل يضحي بحياته لأنها تعيسة أو مملة ؟ هل هو انتحار ؟

كلا لان الشهداء أكثر حباً للحياة وفهمهم لها ، ولكن ثمة فرق كبير بين الأحياء والشهداء، فنحن نحب الحياة حتى نبخل بها، وذلك للأسف تصور وفهم ضعيف وينم عن قصور في البصيرة وخوَّر عزيمة، ولكن بالمقابل فأن الشهيد يحب الحياة لا لأجلها بل لأجل أن يعيش فيها كريماً عزيزاً في غير هوان أو ذل.

 لذلك فقد بلغ الشهيد قمم الفضائل ، وعلى الرغم من مرور الأيام إلا أن منزلة الشهيد تزداد رفعة ومكانة في المجتمع عموماً، وحتى أمست الشوارع تزدهر بصور الإبطال المضحين والشهداء المؤثرين على أنفسهم أمام حق كبير ألا وهو الوطن .

اتسمت حياة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم بهذه السمات والصفات حتى أصبح ركناً مهماً من أركان التضحية والتحرر في سبيل القضية العراقية الأم،لأنه أصبح درساً كبيراً في الإيثار ،وهو يعلم وقت قربانه ليقمها إلى نحر الشهادة، يقيناً منه بان دمائه ستكون النهر الذي يسقي الحرية المستباحة طيلة أربعة عقود من الظلم الفاحش والتسلط الأعمى الذي رقد على حياة العراقيين عموماً، ولكن رغم كل هذه المقدمة لا زلنا بأمس الحاجة إلى أناس مخلصين أحبوا وطنهم فأحبهم واحتضنهم ليكونوا بين ذرات ترابه درساً وعبق للأحرار في كل مكان وزمان.

 لذلك عملية المواجهة مع شهيد المحراب وشهادته لم تكن شريفة،بل كانت من أيادي قذرة وبأسلوب قذر، لأنهم عجزوا عن مواجهة الحق وأن الأبطال والعظماء لايمكن مواجهتهم ومنازلتهم، وظل ذلك الصوت الهادر يدوي في صحت أمير المؤمنين (ع) راجزاً كل ملاحم القوة والشجاعة والصبر للشعب العراقي الذي كان السند الحقيقي رغم المحن لمرجعيته الدينية وقيادته السياسية آنذاك.

 لذلك أستشعر شهيد المحراب ذلك من خلال الاستقبال الكبير الذي قوبل به أثناء دخوله البلاد بعد غربة دامت لأكثر من ثلاثون عاماً يدافع فيها عن حقوق شعبه أمام العالم أجمع ، وعلى الرغم من أن المنية كانت أسرع بشهيد المحراب ولكن بقي ذلك الصوت والفكر الأساس المحرك لأي عملية سياسية جاءت بعد عام 2003 .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك