المقالات

«جاي » بنكهة الدم !!


 

سعد جاسم الكعبي ||

 

مثل كل يوم توجه الى ساحة الطيران ليبيع الشاي طمعا ببضعة الاف من الدنانير للانفاق على عائلته التي تسكن قلعة سكر بمحافظة ذي قار.

انه احد شهداء التفجير الارهابي الاخير في بغداد،علي الركابي رجل فقير لايملك رصيدا مسروقا من مال الدولة ولابيتا كبيرا منهوبا من عقارات الدولة،ولاوظيفة بالدرجات الخاصة ،لانه ليس سياسيا بل صاحب عائلة كبيرة يعيلها.

في الصيف يبيع الماء وفي الشتاء يبيع الشاي «بترمز » صغير يحمله.

لم يعرف ان الارهاب استكثر عليه ذلك وان الموت كان بانتظاره.

مات بائع الشاي وعاش السياسي السارق ومخرب الدولة،مات بائع الشاي من دون ذنب وعاش المجرمون المقصرون بحق هذا الوطن.

صارضرباً من الأوهام البعيدة والتمنيات العزيزة للغاية في هذا الوطن أن نرى وزيراً أو وكيلاً أو مديراً ليس فاسداً، فالعراق يتربّع الآن على رأس الدول الأكثر فساداً في العالم، في الميادين المختلفة.

 وفي بلدنا لا فرق بين فاسد بعمامة وآخر من دونها..

الجميع يلهث من أجل المال والمناصب ! .

الجميع انشغلوا فورا بالانتخابات والتحضير لها وتركوا ايتام علي الركابي وغيره من ضحايا التفجير ،واكتفوا بغسل الدماء من ساحة الطيران ولم يتعبوا انفسهم بالبحث عن كيفية دخول القتله ومن مهد لهم وهل هنالك من وفر له حاضنة لتنفيذ جريمته .

طبعا يتناسون لانهم شركاء بالسرقة والنهب وحتى القتل فلن يعيروا اهتماما للاف الشهداء ولا حتى للملايين طالما هم مستمرون على قيد الحياة ومنشغلون بالملذات والسحت الذي جمعوه.

عفوا ايها الشهداء فلن تجدوا من يعيل ابنائكم ولن تجدوا من يبكيكم،بعدما اكتفى من يحكمكم، ببيانات هزيله عن الجريمة بيانات تنم عن الانحطاط والسطحية التي بلغها هؤلاء الساسة الذين لايهمهم جاي الركابي المسفوح دمه ظلما من جراء فسادهم.

لانه جاي بنكهة الدم وليس بنكهة الهيل!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك