المقالات

مكيدة ثلاثية الأبعاد..!

1541 2021-01-23

 

بهاء الخزعلي||

 

ما حصل في أخر عامين بالداخل العراقي أشبه بأحتجاجات الشارع الروسي ضد الرئيس بوتن،في عام ٢٠١٢ بالتحديد قبيل الانتخابات الرئاسية في روسيا، لظمه لقائمة الرؤساء المغيرين في الربيع العربي، شهدت موسكو تظاهرات ضد حكومة بوتن، يؤكد الصحفي الروسي ميخائيل زيغار أن 《وزارة الخارجية الأميركية مولت منظمات غير حكومي في روسيا، لمراقبة الأنتخابات وهذا الامر أعتبره بوتن تدخل مباشر في الشأن الروسي للأطاحة به، موجها أصبع الأتهام لهيلاري كلينتون وزيرة خارجية أميركا آن ذاك، فقرر قمع الأحتجاجات ونجح بذلك 》.

·        المخطط الأميركي على أرض الواقع...

دعمت أميركا التظاهرات داخل العراق في تشرين ٢٠١٩ للأطاحة بعادل عبد المهدي كعقوبة له لتوجهه الى الصين، حيث قامت في بداية نفس العام بتمويل مجموعة من منظمات المجتمع المدني، لأدلجة الشارع العراقي من خلال تنسيقياتها في المنطقة بالعموم والعراق بالخصوص، حرصت الولايات المتحدة في بداية التظاهرات على توجيه عملائها في بعض الأجهزة الأمنية لتنفيذ عمليات القتل العمد للمتظاهرين، لأنهم بين قوسين ورقة تلعب بها لتفاقم التظاهرات، ثم تقوم التنسيقيات بتوجيه التظاهرات ضد الأحزاب الشيعية، دون الفصل بين مكاتب الأحزاب ومقرات فصائل المقاومة والحشد الشعبي تمهيدا لأغتيال قادة النصر رحمهم الله، وبترويج من قبل جيوش ألكترونية مدفوعة الثمن وقنوات الأعلام الأصفر.

وبسبب تفاقم التظاهرات وبمبدأ العنف يقابل بالعنف، بادرة مجاميع التنسيقيات بقطع الطرق وغلق مؤسسات الدولة لأرسال رسالة الى الصين أن الوضع في العراق غير آمن للأستثمار، وذلك ما حصل في باكستان كذلك حين تظاهر الشارع الباكستاني لأقالة برويز مشرف بعد عقده أتفاقية الصين، لكن ما لم يكن في الحسبان أن من خلفه أبقى على تلك الاتفاقات، مما دعى لاحقا الى تدخل المال الخليجي لدعم تنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات أنتحارية وتفجيرات في باكستان لأرسال نفس الرسالة الى الصين.

وبعودة الى وضع الشارع العراقي أصبحت إستقالة عبد المهدي محتمة، ولم يكن يوجد بديل يسترضي التشرينيون غير محمد توفيق علاوي، لكن بعد أستدعاء علاوي من قبل برهم صالح لتسلمه منصب رئيس الوزراء، يؤكد علاوي أن حين وصوله للعراق قال له برهم صالح (نحن نعتذر وقع الخيار على مصطفى الكاظمي) ، وأنا لا أعرف ما هو المعيار الذي يؤدي بتسلم الكاظمي رئاسة الوزراء، فالكاظمي كان رئيس جهاز المخابرات العراقي في فترة التظاهرات فأن كان لا يعرف من قتل المتظاهرين فذلك يعتبر فشل أمني، وأن كان يعرف ولم يكشف عن أسماء أو جهات المتورطين فذلك أيضا تخاذل وفشل، لكن على ما يبدو أننا في فترة حكم مكافئة الخائن والفاشل بالتكريم بدل العقاب.

جاء الكاظمي ويحمل حقيبة من الوعود الكاذبة وحقيبة من مخططات يجب تنفيذها لقتل بصيص الأمل في عيون العراقيين، قام بتعيين المطبلين للتظاهرات مستشارين له أمثال نبيل جاسم وأحمد مله طلال ومشرق عباس لأسترضاء الشارع العراقي، وبعد ما أتمت التنسيقيات مهمتها أنسحبت وتركة التظاهرات للبسطاء المخدوعين ليطيح الكاظمي خيامهم ويحصرهم ببقعت صغيرة تكاد تكون معدمه من الأصوات، كذلك قام بتسليم ملف سنجار الأمني الى قوات البيشمركة، وذلك لقطع الطريق البري الوحيد الذي يوصلنا بتركيا دون المرور بالأقليم في حال نجحت الأتفاقات مع الصين، أبتعد عن الأتفاق مع شركة سيمنز الألمانية لمعالجة ملف الكهرباء وذهب للتعاقد مع مصر التي هي بدورها متعاقدة مع شركة سيمنز الألمانية، وبدل من تفعيل أتفاق الصين ذهب ليتفق مع السعودية للأستثمار في العراق والسعودية أيضا لديها أتفاقات مع الصين للأستثمار بالسعودية، يطالب بالأقتراض بسبب العجز المالي في ميزانية الدولة في حين يخفض سعر برميل النفط لمصر والأردن ويلغي الكمركية عن البضائع الأردنية، أما على الصعيد الأمني لا أعرف لماذا أجهزته الأمنية تراقب وتتهم البعض بأنهم يحاولون أستهداف المحتل الأميركي، ولا تستطيع أيقاف الأنتحاريين في جريمة ساحة الطيران، رغم توفر المعلومات الأستخبارية لديهم وهذا ما أكده أبو رغيف في لقاء تلفزيوني على قناة آسيا الفضائية، حين قال (المعلومات الاستخبارية لجريمة ساحة الطيران كانت متوفرة لدى الأجهزة الأمنية لكن التعاطي معها كان بطيء).

وها هو اليوم الكاظمي يحاول الأستفادة من تفجيرات ساحة الطيران لتعيين مجموعة من المتعاونين مع الأميركان بأماكن أمنية حساسة، قد لا يكون كلهم بهذا الشكل لكن بعضهم نعم، وعلى وجه الخصوص القادة الذين تخرجوا من دورة الاركان ٦٢ الذين شاركو في الحرب العراقية الإيرانية.

وبغض النظر عن كل ما يحدث المستهدف الأول في كل هذه التصرفات للكاظمي ومن خلفه الأميركان هو العلاقة العراقية الإيرانية، حتى بتعالي الأصوات في الحبوبي لم يكن الهتاف يستهدف الكاظمي، ولا أعضاء التنسيقيات تستهدف الكاظمي في لقائاتهم التلفزيونية، بل كلهم يستهدفون محور المقاومة والحشد المقدس في خطابهم، حتى في تفجيرات ساحة الطيران يوم الخميس المنصرم، كان التوقيت والمكان هو لأثارة الشارع العراقي من جديد للرد على الجماهير الغفيرة التي خرجة في الذكرى السنوية للقادة الشهداء رحمهم الله، فالتوقيت قبيل الأنتخابات وبعد تعالي أصوات ساحة الحبوبي، والمكان فساحة الطيران هي أيقونة الفقراء أسواق يعتاش من خلالها العراقيين البسطاء من الطبقة الفقيرة، ورغم كل ما قام به الكاظمي لتدمير العراق أمنيا وسياسيا وأقتصاديا خصوصا بعد رفع سعر الصرف للدولار، لم نرى أي أجراء حقيقي وفعلي من البرلمان لأستجوابه أو من التشرينيين للمطالبة بأقالته، على الرغم من فتل العضلات للبعض على شاشات التلفاز....

فقومي رؤوس كلهم

أرأيت مزرعة البصل..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك