المقالات

أيها الإنسان لا تطغى, ولا تتفرعن

2552 2020-12-26

 

حسن المياح||

 

يقولون إذا إجتمع الثراء من سحت حرام ونهب وإرتشاء , وفحش وتعرجات وإلتواء , فإنه يؤدي لا محالة الى الطغيان , والى إنتفاخ الذات , والى إنتفاش الظهور , والى تورم البذخ . وأنه يشعر صاحبه بالدوام والخلود , مما يدفعه الى أن يقول " ها أنا ذا ربكم الأعلى فأعبدون وأطيعون ", فإركعوا لي وأسجدوا , ولا تنسوا تقديم القرابين.

بلا جدال , ولا نقاش ..... ???

إنه الزهو والتفاخر , والإستعلاء والكبرياء , وإنه دفع وإفراز زينة المال الحرام , وأنه تلبيسات إبليس , وأنه تفاخرات الشيطان اللئيم المنحرف الرجيم .

وذلك هو قارون عصر النبي موسى عليه السلام المتفرعن الذي أطغاه ماله فتردى , والذي تورم من ثرواته وتمادى , وخرج من الدنيا فقيرآ عادمآ لنفسه مرهقها آثامآ مفلسآ... ???

وإنه الهمز واللمز ,  الملوح بجمع المال وتعداده , ظانآ ومحتسبآ أنه يخلده ..., ويغنيه ....... , وينجيه ..... , ويكفله .... ?

 وما يدري , ولم يتحسب , ولا يظن ..... أن مأواه في الحطمة التي هي نار الله الموقدة , التي تطلع وتنفذ وتحرق وتؤلم وتوجع عذابآ الأفئدة , ولا خلاص له من هذه النار ولا منجاة , لأنها مغلقة عليه موصدة , مقفلة مطبقة ....., ??

 ولا يسأل عنه إحتقارآ له , وأنه يوثق ممددآ الى عمود من حديد أو خشب مهانآ مرذولآ مغضوبآ عليه معذبآ ...... , لا يتأمل رحمة , بل الرحمة ترفض وتشمئز وتترفع من أن تلامسه ..... , أو تفكر أن تلمسه ...... ,  أو تحاول كسرآ للخاطر أن تتلمسه ....... ??

 لأنه ظلم في الأرض في الحياة الدنيا , ونهب , وأرشى , وفسد , وأفسد , وإنتفش وتورم , وإنتفخ ...... ,

 فطغى وتجبر , وهو الهالك الضعيف , المفلس الوضيع , المهان الرذيل .

فالإنسان مهما علا ملكية مال وثروات إعتبارآ موظفآ مسؤولآ ~ لا حقيقة ~ وإستكبر ........ ,

 وطغى في الإسراف والتصرف , والهدر والبذخ اللامسؤول , ...... , وتجبر ...... ,

 وإستغنى ...... , وظن أنه لا يقهر ...... ,

فليعلم أن الرجعى الى الله مصيره المؤكد المحتم الذي لا يتراخى عنه , أو يزهد فيه , أو يتأخر ...... ??

وهذا مما لا ينكر .

( كلا إن الإنسان ليطغى , أن رآه إستغنى ) .

فلا تغرنك أيها الإنسان ~ مهما كنت وسموت وظيفة , وإرتفعت درجة , وأجمعت مالآ وضاعفته , وخصوصآ إذا كان حرامآ ~ زراكش الدنيا وجواذبها , ومغرياتها ومحبباتها , وتعلقاتها وبريق دولارها , ....... , وما الى ذلك ....??

إن الى ربك الرجعى .

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك