المقالات

الايغال بإفتعال الأزمات في العراق؛ لماذا؟!


 

سميرة الموسوي ||

 

لا يكاد يمر أسبوع عراقي إلا وأصبح الناس على أزمة خانقة تمثل صدمة لهم ولأسرهم ، ومن المعروف طبيا أن عددا معياريا يمكن أن يتحمله الانسان سنويا من الصدمات  فاذا تجاوز عددها إنصبت نتائجها على النفس أولا ومن ثم سرت إلى سائر الجسم أمراضا موجعة ومكلفة ، ثم تبدأ تنخر في أعضائه الحيوية الجسدية وتفقده الكثير من الرغبة في الحياة وتوهن الاحساس بالمواطنة والهبوط بالذاكرة إلى أدنى مستوياتها فضلا عن إضعاف الاستيعاب ومن ثم القبول بأوطأ الخيارات .

إن هذه الاوضاع التي لم نذكر من نتائجها على الفرد والمجتمع سوى النزر اليسير ستقود في النهاية إلى تآكل جرف الايمان بالمباديء والتنازل تباعا عن الكثير من الحقوق لصالح واجبات مفروضة وأطماع أجنبية وإرادات تجعل من الوجود الوطني شكليا في مستنقع اليأس .

ومن المؤكد أن العراقيين لم يصلوا إلى هذا المستوى إلا أن إستمراره سيخلق بيئة متخمرة فيها إرادة الهيمنة والتردي ،وبالتالي سيصعب متابعة الجيل المعاصر وإنقاذه من هذه البراثن الناشبة في أدق مفاصل الحياة .

ويبقى السؤال : لماذا أوصلوا العراق إلى هذه النتيجة البالغة الانهيار حيث يلهث المواطن إلى الوصول إلى الحد الادنى من أسباب معيشته وكرامته بل وجوده الانساني والوطني وليست أمامه سوى بوابة المحتل التي تؤدي بالضرورة إلى إمكانات البصمة على شروطه .

إن كل هذا الأصرار المنظم على تدمير العراق لا يعدو  عن كونه إرادة الاستعمار لتركيز الهيمنة ومحاصرة العراقيين كافة بإتجاه الارادة الصهيو أمريكية .

وطالما كانت هناك قطعان بشرية عراقية لا تأبه أن تبعت المستعمر حيثما أراد وقبلت بمشروعه بلا وازع من ضمير أو دين ، طالما هناك من يستقتل لكي يدخل العراق أو يلوح بإمكانية السير إلى مستنقع التطبيع ، وهذا لن يحدث إلا في أذهان الخانعين .

 

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك