المقالات

لله في خلقه شؤون...الضربة..

1470 2020-12-18

 

سعد الزبيدي ||

 

بعد أن أصيب المجتمع العراقي بالذعر نتيجة تسريب ورقة موازنة 2021 لما فيها من كوارث اولها احتساب قيمة الدولار بسعر 1450دينارا ورفع قيمة الوقود و رفع بعض الفقرات في رواتب الموظفين او تقليصها للنصف وما رافق تلك الورقة من لغط صار حديث الشارع والعراقيين جميعا ووضحت للجميع الانعكاسات الخطيرة والنتائج الفضيعة على المجتمع. فهل  هذه الخطوة غير المدروسة هي الأفضل أم الأفضل للحكومة والمواطن الفقير الذي لا راتب له ولا أمل له بالتعيين والذي يحيا على هامش هذه الحياة الصعبة ولا يستطيع ان يوفر قوت يومه إلا بشق الأنفس أليس من الأنجع أن تقلص من رواتب الموظفين بدل من أن تعوم العملة فيصل سعر الدولار الواحد الى 1500 دينارا لأن الاسعار سترتفع بشكل جنوني ومعها سيقفز كل شيء ولن ينزل مجددا إلا بمعجزة سماوية فهل فكرتم في اسعار رغيف الخبز والفواكه والخضر والكهربائيات والملابس واسعار مستلزمات الدراسة واسعار الاشتراك في المولدة والانترنت واسعار المواصلات والعلاجات والادوية واسعار المواد الغذائية؟!!!

في مجتمع لا تستطيع الحكومة فيه استيراد الحاجات الاساسية للبطاقة التموينية ولا تقدر ان تفرض هيبتها بتسعير المواد وهكذا سيرتفع عدد الفقراء ويزداد الاغنياء غنى والفقراء فقرا.

ستعود الجريمة بشكل واضح والتسليب والسطو والخطف وبدل من ان نجد حلا لمشاكل العاطلين سنلاحظ اسرا بكاملها ستعتاش على الجدية في التقاطعات وهكذا سيتسرب الكثير من المدارس وسنواجه ارتالا من العاطلين عن العمل ومن الأميين وسيصاب المجتمع بالاحباط وتطفح السلبيات الى السطح.

إن عدم وجود إدارة حقيقية للازمات سيزيد الطين بلة فلا سلع تموينية مدعومة ولا فرص عمل متوفرة ولا خدمات حقيقية تقدم ولا حلول جذرية لكل الازمات المتفاقمة سيعقد المشهد كثيرا وفي ظل التكالب على السلطة وحرب المصالح وكسر الارادة والانانية المفرطة والحزبية والولاءات الخارجية والداخلية والتدخلات الدولية والاقليمية وعدم توفر ارضية حقيقية ونوايا صادقة لحلحلة الأمور وثقل التركة وفقدان الوسائل الواجب توفرها لوضع خطط حقيقية لانقاذ ما يمكن انقاذه وغياب الواعز الوطني والاخلاقي والديني واستمرار الفوضى الممنهجة والشعور بالعجز وعدم استقلالية القرار وحالة التبعية وحجم المأزق وفقدان السيطرة وتعدد مراكز التحكم في القرار والشعور بالنقص والدونية والتبعية وعدم النضج والمراهقة السياسية وغياب سلطة القانون والدولة والسلاح المنفلت وانتشار الفساد وعدم استقلالية القضاء والركون لدستور مليء بالهفوات والنهايات السائبة وفقدان الثقة مابين المكونات والتجذابات والمناكفات والانكفاءات والتشرذم والتقزم وعدم وجود قيادة قوية وطنية أمينة شجاعة نزيهة تمتلك رؤية واقعية لمايدور وقابليتها على الأخذ بزمام الأمور والوصول الى بر الامان ومواجهة التحديات وانهاء الازمات وغلق الملفات وانهاء حالة التقوقع وعودة اللحمة والاصرار على الوقوف بوجه أهل الباطل وأهله ومحاربتهم ومواجهتهم وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل واسترداد الاموال المنهوبة ومكافحة المحسوبية والمنسوبية واقتلاع الفساد من جذوره فالعراق ماض الى الهاوية لا محالة.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك