المقالات

مشروع انقاذ عبر اقرب طريق

1461 2020-12-02

 

حافظ آل بشارة||

 

في هذه السنة بالذات ازدادت مؤشرات فشل دولة المكونات في العراق ، الجميع يقرأ هذه المؤشرات بصمت ، وازداد الاعتقاد حتى عند الناس البسطاء ان دولة المكونات والمحاصصة ما هي الا ممر يؤدي الى عوالم النهب والفشل والتقسيم ، وان التمسك بمنطق المكونات لا يبني دولة بحدها الادنى ، حاليا يشكو الشيعة من التنافر بين احزابهم حتى فقدوا اغلبيتهم السياسية ، وفقدوا قدرتهم على بلورة رؤية موحدة لمواجهة الازمات ، كما يواجه السنة حالة الانقسام بين احزابهم وعجزها عن صياغة مواقف موحدة وشيوع الاتهامات بينهم ، اما الكرد فجميعهم يشكو من سيطرة طرف واحد مع اتهامات بالفساد والفشل الاداري ، كان واضحا منذ البداية ان تحويل المكونات الاجتماعية الى مكونات سياسية هو مشروع تمزيق وليس مشروع توحيد ، وستنشطر تلك المكونات من داخلها بسبب المصالح وغياب الروادع ، الغريب ان كل مكون فيه عدة احزاب ، ثم حدثت انشقاقات داخل الاحزاب ، واسباب الانشقاقات مازالت قائمة لذلك ستستمر ، وتجري بمتوالية هندسية فيصبح الحزب حزبين ، ويصبح الحزبان اربعة ، ويصبح الاربعة ستة عشر ، وهكذا ، حتى يأتي يوم تصبح فيه تلك المكونات عاجزة تماما عن الاتفاق حول ابسط الملفات ، ثم يتقدم التشرذم خطوة حتى تصبح الشراذم داخل كل مكون تعادي بعضها الى حد الاقتتال وقد حدث ذلك ! فاذا اراد المحتلون يوما تنفيذ خطة تقسيم العراق الى ثلاث دويلات حسب المكونات الثلاثة فسيفشل التقسيم لأن احزاب كل مكون ستتقاتل لأجل حصصها في الاقليم ، ولا يوجد حل الا بالانتقال من التقسيم الى التفتيت بتحويل كل محافظة الى اقطاعية سياسية لكي تكفي العدد الكبير من المتناحرين ! وستبدأ مشكلة رسم الحدود بين الاقطاعيات ، تليها مشاكل تتوالد من بعضها.

الحل الطبيعي والوحيد ان يشعر الوطنيون من كل المكونات بالخطر (وهم موجودون داخل كل مكون بل داخل كل حزب) ويشكلوا جماعة سياسية ترفض دولة المكونات ، وترفض المحاصصة ، وترفض مشروع التقسيم ، وتجعل المواطنة والانتماء الى العراق هو المعيار الوحيد لبناء الدولة ، ثم يخوضون الانتخابات بقائمة عراقية ذات برنامج واضح ، على ان لا يضموا في صفوفهم احدا ممن شارك في التجربة السابقة الا اذا كان بريئا من ملفات الفساد ، فان فازوا سيشكلون كتلة العراق الموحد في مجلس النواب ، كنواة صالحة ، وسوف تتوسع تلك الكتلة عندما ينضم اليها كل من قرر التوبة والعودة الى الوحدة الوطنية ممن لا توجد ضدهم ملفات فساد او ارهاب او فشل ، وقد يتمكنون من تشكيل الحكومة فيحصل تحول تأريخي اصلاحي وعملية انقاذ بلا اراقة دماء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك