المقالات

إستراتيجية دولية غربية وأمريكية لتصنيع مسلم مكروه 


  سميرة الموسوي ||         الأزمات الإقتصادية والاجتماعية التي تمر بها الكثير من الدول الغربية وأمريكا أتخذتها تلك الدول ذريعة لزيادة هيمنتها على الكثير من الدول العربية والاسلامية ،ولا سيما الدول التي تتميز بثروات مختلفة أهمها النفط والمعادن النادرة .       ولكي تقدم لشعوبها وللعالم ذرائع مقبولة لتشديد القبضة على الدول المستعمرة أو المحمية بقوى غربية وأمريكية والايغال بنهب ثرواتها ،أقدمت على خداع شعوبها بأن تلك الدول متخلفة إلى الحد الذي يوجب على دول الغرب وأمريكا مساعدتها على التحضر ، وهذا يستلزم بسط ( حمايتها ) عليها وتحريرها من أسباب التخلف ، ونشر القيم الانسانية والديمقراطية ، وتحرير المجتمع من الانغلاق .       هذه أهم مقدمات الهيمنة والاستعمار الغربي والامريكي ، ثم أحتاجوا إلى توسيع خطاهم للتوغل إلى أعماق الدولة والمجتمع فأستغلوا ثغرات الفقه والمرويات الإسلامية غير الموثوقة للمذاهب كافة وعندئذ أعدوا ستراتيجية غير معلنة ولكنها ملموسة وهي ستراتيجية تصنيع المسلم المكروه ، وعندئذ عمدوا إلى إقناع شعوبهم بأن المسلم الذي يفجر نفسه لقتل أخيه المسلم ، ويفجر نفسه لقتل الإنسان في الدول الغربية وأمريكا وغيرها وهو المهاجر إليها المستفيد منها إنما يستحق هذا الارهابي أن نزيد التسلط على دولته التي أعدته  ونحكمها وندير  ثرواتها وننمط مجتمعاتها بأنماطنا الاجتماعية المتقدمة .     ولذلك ووفق الستراتيجية صنعوا داعش ، وقبله عززوا الستراتيجية بتفجير 11 سبتمبر .     وعلى هذا المنوال إستمرت سياسة الهيمنة الغربية والامريكية ، وبين الفينة والأخرى يعززونها بحادث ينعش الذاكرة عن المسلم الارهابي الذي يجب أن تستعمر دولته ، فنرى تفجيرا في فرنسا ينفذه مسلم متطرف ، وتفجيرا قرب مسجد كان كنيسة في أمريكا ، مع إن حكومات تلك الدول هي التي تبيع الكنائس إلى المسلمين ليحولوها إلى مسجد ، ثم يتغاضون عن خطاب الكراهية الذي ينادي به بعض أئمة المساجد هناك ، ولا أحد يعلم هل هذا المسلم مصنع ضمن الستراتيجية أم لا ، ولذلك علينا أن لا نلوم تغاضي الشعوب الغربية وأمريكا عن أساليب حكوماتها الاستعمارية ، وبالمقابل لا نلمس جدية من الدول الإسلامية للتصدي لتلك الستراتيجية ، وإنما يكتفون بأعلان إستنكارهم إعلاميا لأية إساءة غربية أو أمريكية  للدين الاسلامي . إن ستراتيجية تصنيع المسلم المكروه الذي يستحق إستعمار بلده ما زالت فاعلة ، ولن تتوقف حتى نتصدى لتلك الستراتيجية بمراجعة الموروثات الفقهية والمرويات التي يستغلها العدو ضدنا ، ثم نعد ستراتيجية مقابلة ، وحتى ذلك الحين لا نتوقع منهم خيرا .   إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك