المقالات

الشعب العراقي وأخلاقية الهزيمة/ القسم الأول

1416 2020-10-29

 

حسن المياح ||

 

( لا بد من ثورة تغيير شامل , ونهضة إصلاح كامل )

 

أخلاقية الهزيمة مرض نفسي خطير , وداء سلوكي وبيل , كبير الفتك , بالغ التأثير , سريع العدوى , كبير قابلية الإنتشار , واسع الإنتقال بين الناس .

هذا المرض له أسباب , وهذا الداء له دوافع .

من أسبابه ميوعة العقيدة وشلل الضمير وفقدان الإرادة وضعف الوجدان .

والدوافع تتمثل في حب الحياة الرخيصة المهانة , والبقاء بسلام بعيدآ عن المسؤولية وتجنبآ لما يتعرض له من أخطار , والقبول بالعيش في الحياة الدنيا على أي حال من الأحوال .

هذا المرض له آثار , وهذا الداء له نتائج .

من آثاره أنه يجعل الإنسان حيوانآ ذلولآ ذليلآ مربوطآ بقيود الذل , ومقيدآ بسلاسل الإستعباد , وأنه يعيش هزال الوجود الإنساني في أوطأ درجاته المتدنية الهابطة , ويعيش الخوف والقلق , ويعيش اللاإنتماء ويضيع منه الولاء , ويعيش اللاأمل واللاجدوى , مستقبله مظلم ووجود غير آمن , يعيش مهانآ بلا كرامة وإهتزازآ بلا إستقرار , همه إمتلاء بطنه حتى لو كان بإذلال وإستعباد , مقاد كالحيوان بلا رأي ولا تفكير حتى في أبسط الأمور الحياتية لأنه قبل ووافق على الإنقياد المذل والتبعية المهينة , وما الى ذلك من سفالات ومناقص وإذلالات .

من نتائجه خسران الآخرة التي هي دار الحياة الخالدة في النعيم المقيم الدائم , والركون الى العيش الدنيوي بين الشك والإضطراب , والصراع بين الشد النفسي والوساوس , وإنتزاع القيم الخلقية وإستبدالها بالسلوك المنحرف الهابط الرذيل , والتنقل بين الخور والضعف والجبن واللامسؤولية , وما الى ذلك من سفول وإنحدار , وهبوط الى الباطل من دون محاسبة النفس , ومن دون الإقلاع عن الشر والرذيلة وفعل الموبقات ..... ???

فالشعب الذي هذه أخلاقيته , هو شعب مائع هزيل , جبان رعديد , فاقد الحركة جامد هامل , متسكع هازل , بلا ضمير يردعه , أو وجدان يؤنبه , أو شعور ينهضه , أو إحساس يغير من وضع حاله الراكد الساكن المستعبد الذليل .

فكيف تكون حياة هكذا شعب , ومثل هذا الإنسان , وكأنه ورقة يابسة تتلاعب بها الرياح والنسائم الهابة , وتتداوله الأهواء والنزوات , تائه حيران , تقوده تطلعات الإستكبار والطغيان , وهو خاضع للظلم والإجرام , كالدابة الذليلة الجاهزة للركوب والإمتطاء , لا يملك من أمره ووجوده شيئآ ... ???

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك