المقالات

إصبع على الجرح..كنت اعتقد لكنني ...

1542 2020-10-07

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

مما لا شك فيه أن مساحة الحديث مع الذات مفتوحة بلا حدود أو موانع او محظور . حزنا كانت وما أكثرها أم فرح كانت وما أقلّها وما بين هذا وذاك تنساب المفردات جمل وحروف وهمس تمتمة وجدل وجدال وحوار ونقاش يذوب كقطرات الندى التي تنساب من بين رموشي حينما كنت أعتقد في صغري أن جميع الأصدقاء أوفياء كما هي صلة الرحم قداسة نص سماوي في جوانح الروح .

 كنت اعتقد أن المنزل الذي ولدنا فيه وترعرعنا وكبرنا فيه هو الأرض التي ارادها الله لنا بيتا وقدرا ووطنا وهوية لا شيء اغلى منه ولا شيء مثله وإن القلب الأحمر ذو السهم الذي يخترقه هو الحب ولست ادري أي حب لكنه هو الحب الذي عرفناه ورسمناه على الجدران وفي دفاترنا وفي رسائلنا لكل من نحب ولم يكن هنالك من لا نحب .

في طفولتنا كنّا أطفالا بحق وحقيقة فطرة وبراءة وطيبة وحياءوعفة . كانت أكبر الأوجاع وأقساها وأشدها ألما لنا هي وخزة الإبرة التي نتلقاها عند المرحوم السيد جواد حين نصاب بالحمى او الأنفلاونزا التي كانت تزورنا في كل عام مرة .

حين كنّا فتيانا كنا نقرأ ونبحث عما نقرأ واذكر فيما اذكر انني كنت اعتقد إن اجاثا كريستي مجرمة وليس مؤلفة وأن عذابات الإنتظار هي حلقة المحقق كونان .وأن أسوأ الناس شرشبيل واخطرهم الآنسة منشن .وأن أكبر الخيانات واخطرها سرقة قطعة من الشوكلاته.

وأن أعظم الأحلام ثروة خيالية تقدر بخمسة دنانير وأن جميع قصص الحب تنتهي بزواج الاميرات ولا وجود للنهايات الحزينة كما هي الأفلام المصرية حينما يقتل بطل الفلم جميع افراد العصابة مهما كان عددهم ومهما كانت عدتّهم ولا يموت حتى وإن رموه بألف طلقة من الف بندقية فأنه سينتصر عليهم ويلتقي بحبيبته ويحضنها ويقبلّها .

كنت في صغري اعتقد كل هذا واصطنع السعادة لنفسي بالتهام قطعة المثلجات وحين تالمنى أسناني اسرف في الضحك  .

لكنني لم اعتقد يوما ولا أظن إني اعتقدت أو توقعت انني سأرى في حياتي آلاما اقسى من ألم الظلم الذي يعيشه الفقراء في بلدي  تحت سطوة اللصوص ولا اعتقد يوما إني سأرى خيانات لبشر يبيعون وطن ويتآمرون على الوطن وينهبون بخيرات الوطن ..

أي حقارة وخسة ونذالة لا ولم ولن اتوقع ان ارى مثلها كما اراها اليوم في وطني .. نعم فحين يأخذني الحنين إلى الوراء لا أعلم هل أبتسم لأن بعض الذكريات جميلة. أو أصرخ لأن الحاضر حقا يخيفني .  أم ابكي لأن الماضي لا يعود.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك