المقالات

الفرات 

1728 2020-09-15

  محمد وناس||   قد تكون الكتابة عن الفرات لها وقع شخصي وليست صورة عامه لكل العراقيين . لكن استطيع ان اجزم ان كل من سكن قريب من الفرات يحمل في داخله افكار وانطباعات ومشاعر قريبة من ما احمله لهذا المخلوق العجيب ..  قرب الفرات تختلط كل  المعاني .. التاريخ  والعاطفة . الحزن والفرح .. الحياة والموت  الالم  والسعادة .  يتهادى في تعرجه كأنه ثعبان عملاق يخترق غابات النخيل . والتي بدورها تحتضنه كعاشق لمعشوقة حتى تكاد تخفي ضفتيه في كثير من الاحيان بين جذوعها والأغصان .. .  من قبل ان يوجد الانسان على الارض كان الفرات . نعمة ربانية . وهدية سماوية لهذه الارض .  حوله تأسست اول المدن وفي جواره اقيمت اول التجمعات السكانية ., وفي جوانبه قامت اول الامبراطوريات والممالك .  اطلقوا عليه اسم النهر المقدس (على امواج الفرات المقدس جعلت رونقه يتلألأ) النص منقول عن نبوخذ نصر من كتاب تاريخ بابل . مارغريت روتن . منشورات عوبدات . بيروت  طبع اثره في شخصية  الفرد العراقي .حتى صارت المزاجيه العراقية هي انعكاس لمزاجية الفرات باختلاف مواسمه  . فبين هدوء النهر في موسم بذار الحبوب في نهاية شهر ايلول . والجهد الكبير الذي يبذله الفرد العراقي قديما لغاية الحصاد في نهاية نيسان يعيش العراقي القديم حاله من الترقب والقلق وعدم الاستقرار خوفا  على محصوله من فيضان الفرات  في نيسان فيذهب كل جهده سدى ..  في ذات الوقت  كل ما عنده من نعمة من اثر هذا النهر المقدس . فجعلوه رمزا لهم في اكثر من محل .  فأصبحت هذه العلاقة الغريبة بين العراقي والفرات والمبنية على رغبة ورهبة . قدسية  ورعب . مزيج من المتناقضات .غرست في صيم تكوين العراقي . حتى جاءت واقعة كربلاء على اطراف الفرات  وإضافة صورة اخرى من المفارقات العجيبة لهذا النهر المقدس .  الحسين وأهله يطلبون الماء , ابو الفضل العباس يملئ قربته من الفرات ثم يترك كفيه  الشريفين عن شريعة النهر ثم بعدها بقليل يفارق الحياة على ضفة النهر المقدس ليعطي للعلقمي والفرات قدسية اخرى .  وبعد ان استقبل العراقي التشيع وتبناه فكرا وفلسفة .  اضاف  الفلكلور والعرف العراقي الذي انسجم مع التشيع  , للفرات قدسية اخرى  ورفض اخر . اي انه حمل نفس التناقض القديم في النظره لهذا النهر المقدس المشئوم .  افاطم لو خلت الحسين مقطعا عند شاطئ الفرات   اذا للطمت الخد عنده وأجريت دمع العين بالعبرات .  بين من يشتمه لان ماءه امتنع عن سقي عيال الحسين . وبين من يتبارك  ويستشفي بماء الفرات السائر  من تحت ضريح ا ابي الفضل العباس 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك