المقالات

"المذهب" وإشكالية الهوية

1421 2020-09-14

 

حمزة مصطفى||

 

بعد ساعات من ظهور قوائم القبول في الكلية العسكرية والتي تضمنت حقل المذهب "سني, شيعي" حتى صدر أمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالغاء هذا الحقل من هذه  القوائم وسواها في كل مؤسسات الدولة. لكن في الوقت الذي ظهرت فيه  الإحتجاجات من قبل رسميين أو نخبا إعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي كانت قد صدرت إعتراضات بشأن عدم التوازن بين المحافظات.

  لدينا إذن نوعان  من الإعتراضات يتناقضان لأول وهلة مع بعضهما. فالهبة الرافضة لتكريس الطائفية وهو أمر محمود قابله إعتراضان في الوقت نفسه بين الشكوى من عدم التوازن "المذهبي" بين المحافظات, وبين عدم  التوازن على أساس النسب السكانية بين المحافظات. وبرزت على ضوء ذلك وجهات نظر تبدو هي الأخرى شبه متناقضة. فهناك من يرى أن من يطالب بالغاء المذهب عاكسا بذلك شعورا وطنيا عاما لدى العراقيين, لا ينبغي عليه  المطالبة بالتوازن لأسباب مذهبية مرة أو لأسباب إنتمائية لهذه المحافظة دون تلك مرة أخرى في حين أن المقبولين عراقيون.

لكن مع ذلك يبقى السؤال قائما هل أن ذكر المذهب في حقول وظائف الدولة يكرس المذهبية بينما عدم الإشارة اليه يعني تكريس هوية المواطنة؟ نعم  قد يعني ذلك لكن في حال تحقق التوازن الطبيعي في عمليات القبول لا على أساس الإصرار على  التوازن الذي هو وجه آخر لكن مضمر للمحاصصة, أومحاولة تحويل المحافظات الى دويلات صغيرة.

النسب  السكانية مطلوبة بالتأكيد لكن على أساس النظر الى العراق كبلد موحد أولا وقبل كل شئ. وجوهر مايمكن قوله هنا إنه في حال تم التعامل وفقا لذلك فمن غير  الممكن ظهور إعتراضات هنا أوهناك حيث المبررات لم تعد قائمة بصرف النظر إن كانت تلك المحافظة أخذت حصة الأسد دون تلك. فمن الناحية المنطقية فإن المحافظة التي ظهر طلبتها "سنة وشيعة" طبقا لحقل المذهب هي نفسها المحافظة التي تشكو قلة الطلبة منها وهم  عمليا "سنة وشيعة" أيضا مع الأخذ بنسب التوازن المناطقي لجهة أن هناك محافظات ذات غالبية سكانية شيعية وأخرى ذات غالبية سنية. وعلى ضوء ذلك وبعد الإصرار المحمود على الغاء حقل المذهب فإن المطلوب الآن فعلا العمل على تكريس الحالة الوطنية من خلال تضييق الخناق على الطائفية مناطقية كانت أم سلوكية سياسية تمهيدا لعدم التعامل معها بوصفها أحد .. مستمسكات المحاصصة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك