المقالات

بين رجل الدولة والإستعراضي "الإنتخابي"..

1435 2020-09-12

 

✍️ إياد الإمارة||

 

▪ رجل الدولة هو مَن يهتم بشؤونها وقضاياها الحقيقية التي تعني شؤون وقضايا الناس: (آلامهم، معاناتهم، طموحاتهم، تطلعاتهم، كل شيء يتعلق بهم جميعاً سواسية بلا تمييز أو إنتقائية، لا تفرقة بين مجموعة ومجموعة أو بين منطقة ومنطقة على أي إعتبار من الإعتبارات).

الدولة، بناء، وإعمار، وتطوير، وتوفير خدمات وفرص للعمل والإستثمار، والحرص على أمن المواطن..

الدولة ليست حركات إستعراضية وصور فنية تنتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ليست مجرد زار وتفقد والتقى وقام وقعد  "والعشاء خُباز"، الدولة ليست تحركات وقرارات لجهة داخل الدولة دون أخرى، الدولة ليست مجرد وكأنها فترة إستعراض "إنتخابية" تخلص علينا خطب وتصريحات والحديث عن خطط وبرامج لا ترى النور!

نحن في بلد مشاكله كثيرة وكثيرة جداً تتوزع على كل محافظاته من الإقليم إلى آخر حبة رمل في رأس البيشة، لدينا مشاكل أمنية في كل مكان، ولدينا نقص في الخدمات في أغلب مدننا تقريباً، ولدينا الكثير من شبابنا  عاطلين عن العمل، ولدينا فساد مالي وإداري وحيتان فساد من الوزن الثقيل جداً، ولدينا حزم سياسية وأخرى دينية تستأثر بالفيء ومغانم البلاد دون بقية العباد، ولدينا رواتب تتأخر طويلاً على مَن لا دخل لهم سواها، ولدينا مَن يتربص بنا الشر من داخل الحدود وخارجها، لدينا مشاكل حدودية وميناء الفاو الكبير، كل ذلك لدينا وغيره المزيد من المشاكل التي لا يتحمل وزرها رئيس مجلس الوزراء الجديد السيد مصطفى الكاظمي الذي كان "منهمكاً" جداً بإدارة أحد الأجهزة الأمنية الأكثر أهمية في البلاد "المخابرات"، لكنه أمام مسؤولية التعامل مع هذه المشاكل بطريقته كرئيس لمجلس الوزراء، ويجب أن تكون له خطواته الفعلية والواضحة إتجاهها بلا تأجيل أو ترحيل، خصوصاً وإن بعض هذه الملفات آنية ولا تقبل التأجيل كملف جائحة كورونا وملف الرواتب والميزانية السنوية والأمن والحصة التموينية "بالعباس عدنة فقرة تهمهم الحصة التموينية التي إلى الآن لا تسد الرمق ولا تأتي في مواعيدها"..

قد تكون لزيارة السيد الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية فوائد سنلمسها بعد عقد أو عقدين أو أكثر من الزمن، بعد أن تنتعش الشركات الأمريكية المفلسة التي ننوي التعاقد معها لتوفير بعض إحتياجاتنا من الطاقة الكهربائية وأشياء أخرى، لكن ما هي الفائدة من قمة عمان؟

وما الذي ستقدمه لنا الأردن أو مصر؟

هذا ما لا يدركه أبناء هذا الشعب وما لم تستطع توضيحه كل الصور "الجميلة" التي أُلتقطت وتم نشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، هذا على مستوى الزيارات الخارجية، وأما على مستوى الزيارات الداخلية فهي الأخرى ليست أكثر فائدة من الزيارات الخارجية، والناس "الفقرة" تراقب وتشخص إن في هذه الزيارات "الداخلية" تفرقة واضحة وتمييز واضح بين جزء وجزء من هذا البلد، والقضية لا تتعلق بموضوع علم وحيد بقدر ما تتعلق بأشياء أخرى أكثر أهمية وواقعية. وبالمجمل فإن هذه الزيارات "داخلية وخارجية" لم تثمر لحد الآن بما يمكث في العراق وينفع الناس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك