المقالات

هل نقول وداعا للجامعة العربية؟.

1595 2020-09-10

 

د. باسم العابدي||

حين ظهرت بوادر تفكك الاتحاد السوفيتي كتبت جريدة برافدا السوفيتية الشهيرة وفي نسختها الاخيرة قبل اغلاقها الى الابد مانشيتا عريضا يقول: وداعا ياعمال العالم, ذلك لان الاتحاد السوفيتي الذي بشر العمال على مدى اكثر من سبعين سنة بانتصار البروليتاريا وحكم العالم اصبح على يد ميخائيل غورباتشوف ومن بعده بوريس يلتسين (15) دولة تتسابق فيما بينها ايها يلحق اولا بالراسمالية الامريكية فلم يجن العمال ولم تجن دول الاتحاد من الاتحاد السوفيتي سوى الديكتاتورية والفقر والشعارات حتى اذا قال لينين حينها قالت باكو الاذربايجانية وطشقند الاوزبكستانية واذا ماقال ستالين فان صداه تردده دول اوربا المسيحية كلها.

التشابه كبير بين اجواء الاتحاد السوفيتي وفراغه من جهة المعنى والمحتوى وبين حال الجامعة العربية وغيابها المتلاحق عن قضايا العرب المصيرية فهي لم تخدم العرب منذ تشكيلها والى يومنا هذا بالاضافة الى ان الجامعة العربية فقدت خاصية الشراكة في القرار لتصبح مملوكة لبعض الدول العربية المنتفخة ماليا لتصدق النظرية القائلة: (من بيده المال بيده القرار) وهذا مادعا بعض الظرفاء للتندر ضد الامين العام للجامعة العربية ووصفه بالموظف في وزارة الخارجية السعودية الذي يستلم حقوقه منها راس كل شهر.

ان انحدار الجامعة العربية وتخاذلها تجاه القضايا العربية وصل الى حد الفضيحة حتى صارت صدى للاسرائيليين في تدوين القرار العربي, وما حصل في الاجتماع الافتراضي الاخير على مستوى وزراء الخارجية العرب حول عملية التطبيع الاماراتية الاسرائيلية ورفض ادانة التطبيع وفشل الفلسطينيين في اقناع العرب بعقد اجتماع للجامعة العربية لمنع التطبيع مع اسرائيل بسبب الفيتو السعودي البحريني على مشروع القرار الفلسطيني يعكس بشكل واضح هذا الانحدار والانحسار واقتراب الجامعة العربية من اشهار افلاسها السياسي والاخلاقي ,الامر الذي جعل وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي يلوح بانسحاب فلسطين من الجامعة العربية.

من الواضح ان اسرائيل اصبحت لدى أكثر الدول العربية من ضمن الوجود الجغرافي والسياسي المشروع في المنطقة , وهذا يعني عدم استبعاد ولادة منظمة جديدة في المنطقة تحل محل الجامعة العربية تحت مسمى (الجامعة العربية العبرية) بانضمام اسرائيل اليها بعد التطبيع حينئذ تخرج الطبعة الجديدة لصحيفة  الشرق الاوسط السعودية بمانشيت عريض يقول: وداعا للجامعة العربية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك