المقالات

عاشوراء والثورة الفكرية 


كاظم الطائي /النرويج ||   والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر منكم فرار العبيد ويقول (ع) الموت أولى من ركوب العار- والعار أولى من دخول النار . نعيش هذه الايام  ذكرى عاشوراء- ذكرى المدرسة الخالدة - ذكرى (انتصار الدم على السيف) ذكرى انتصار العزة والكرامة على الظلم - ذكرى استشهاد ابن بنت الرسول الاكرم محمد (ص) وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) مع  أهله واصحابه.. ومنذ العاشر من شهر المحرم الحرام عام 61 للهجرة تتكرر ذكرى ملحمة عاشوراء ليعيشها  وينهل منها الاجيال- ويتعلم منها الصدق في التضحية.. حيث قاد القافلة الامام الحسين (ع) وعلى أرض كربلاء وما شهدته تلك الفجيعة المأساوية من قتل وسبي وتعذيب على أهل بيت النبوة.. لتسجل بذلك ملحمة عاشوراء رسالة تخلدت في ذاكرة المضحين .. وان مسيرة عاشوراء يصفها لنا الإمام الرضا (ع) في حديثه عن محرم وهو يتحدث لابن شبيب : كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال.. فاستحلت فيه دماؤنا وهُتكت فيه حرمتنا.. وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا وأضرمت النيران في مضاربنا.. وانتهب ما فيها من ثقلنا.. ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا.. إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كربٍ وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء.  يا بن شبيب إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين عليه السلام.. لقد سجلت ملحمة عاشوراء وعلى مر العصور اروع المأثر الانسانية في الجود والايثار والتضحية والشجاعة والعطاء.. ولقد حققت ثورة الحسين (ع) الكثير- واكثر ما تجلى فيها البعد الديني والانساني وحفظ للمبادئ بعد ان حاول اعداء الله التمرد عليها ومحاولة تحريفها.. لولا تدخل لطف الله ليكون الحسين (ع)كبشها.. والذي حارب بثورته الفساد والطغيان المتجذر بشكل لا يصح معه الا القيام !!!.. وهو يقدم أعز ما عنده  ليكون ولده  (علياً الاكبر اول الشهداء) وهو يردد العبارة :لم أخرج أشراً ولا بطراً.. ولا مفسداً ولا ظالماً..  وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.. وأسير بسيرة جدي وأبي. وان ملحمة عاشوراء تركت للأجيال الكثير من القيم المعنوية: إذ رسمت لنا المعالم الأساسية التي اعتمدناها  لنبذ الجاهلية.. و اثمرت في تحديدالتمرد و التخلف والعبودية - وأفرزت لنا العناوين القادرة على تحديد الطغاة في كل زمان ومكان.. كذلك ملحمة عاشوراء كانت مصداقاً لرفض الهيمنة والتسلط والاستكبار والاستعباد من قبل القوى المهيمنة والمسيطرة على زمام الأمور العسكرية والاقتصادية والسياسية. اليوم نرى كيف ان عاشوراء تتجدد عاماً بعد عام- لكن مع اختلاف الزمان والمكان والشخصيات!  اليوم نرى كيف أن قوى الشر في العالم ومن يمثلها باتت كـ يزيد ابن معاوية عليه لعنة الله.. وهي الاخرى تسيطر بشكل مباشر على مقدرات الشعوب المستضعفة والمغلوب على أمرها..  اليوم نرى كيف تسعى هذه القوى بغطرستها واستكبارها وبأساليب مختلفة محاولة منها اركاع الشعوب التي تنتهج منهج الحسين ابن علي (ع) فها نحن نرى الشعب العراقي الصامد.. وشوعوب اخرى وهي صابرة تعاني .. لكونها تسير على نهج الحسين عليه السلام. وهو يعيش نفس المحنة حيث يغرق بالدم ويُقتل  على يد طغاة الارض والتي اجمعت على ان تقضي على كل من يحمل المبادئ الاسلامية والمنهج المحمدي العلوي الحسيني.. وليس لدى الشعوب غير ان تقول  كلمتها : الدم لابد وان ينتصر يوما على  السيف .. نسال الله ان يجعلنا من السائرين على نهج الامام الحسين عليه السلام.. ومن الله التوفيق !
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك